الدارالبيضاء ـ أسماء عمري
كشف مؤسس جمعية "عدالة" في المغرب الحقوقي عبد العزيز النويضي، لـ"المغرب اليوم"، عن رفضه لوسام جوقة الشرف الفرنسي الذي منحته لكم الدولة الفرنسية هو نتيجة لموقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأوضح النويضي، أنّ "هولاند اتصل ببنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأعلن تضامن فرنسا مع إسرائيل ضد العدوان الفلسطيني، وقال إن من حق إسرائيل أن تتخذ كافة التدابير للدفاع عن سكانها، بسبب القذائف التي تطلقها المقاومة الفلسطينية، وهو يرى ويشاهد الانتهاكات والقتل الذي تمارسه هذه الحكومة الإسرائيلية، ما يعني أنه يشجعه على المضي قدمًا في العدوان، مع العالم أنّ فرنسا غالبًا ما كان موقفها متوازن في الصراع العربي الإسرائيلي خلافًا لهذه المرة".
وأشار إلى أنّ قراره ليس ضد الشعب الفرنسي، وإنما هو ضد الموقف السلبي الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي، من تضامنه مع العدوان الإسرائيلي على غزة، ولفت إلى أنه كان من واجبه الإقدام على هذا الموقف الذي اتخذه برفض الوسام الفرنسي بغض النظر عن تأثيره، مع أنه يأمل أن يؤثر في الموقف الفرنسي، مشدّدًا على أنّ القرار لا علاقة له بالتوتر الحاصل بين المغرب وفرنسا حاليًا.
وعن الموقف المغربي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكّد أنه ارتاح كثيرًا لبيان وزارة الخارجية المغربية التي أفادت بأن ملك المغرب اتصل بمحمود عباس، وأعلن عن تضامن المغرب مع الشعب الفلسطيني ومع ما يحدث في غزة، وتنديده بالمجاز هناك، وهذا عكس الموقف الفرنسي.
وأردف أنّ الموقف المغربي منسجم مع التزامات المغرب الدولية في حين أن موقف فرنسا هو مخالف حتى للدستور الفرنسي الذي تبنى المحكمة الجنائية الدولية ومخالف لالتزامات فرنسا بميثاق الأمم المتحدة، الذي يطلب من الدول أن تعارض العدوان وتتضامن مع بعضها لوقفه، خصوصًا أن فرنسا عضو في مجلس الأمن ويمكنها أن تحرك مجلس الأمن باتجاه اتخاذ قرارات بإحالة ما يحدث في غزة على المجلس كما حدث في ملفي ليبيا والسودان أو في قضايا أقل خطورة مما يحدث في غزة، مذكرًا أنه منذ احتلال فلسطين ومنذ دخول المحكمة الجنائية حيز التنفيذ حدثت الكثير من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيَّة.