الدارالبيضاء - حاتم قسيمي
هاجم مؤسس نادي "الدبلوماسيين المغربيين"، المؤرخ عبد الهادي التازي، المسؤولين الجزائريين، ووصف خطاباتهم بـ"العدائية" ضد المغرب، فضلا عن تجاهل الروابط التاريخية بين البلدين.
ودعا التازي، في حديثه إلى "المغرب اليوم"، الجزائريين إلى إعادة التفكير في آليات جديدة للتعاون مع المغرب، بعيدا عن الحسابات الضيقة". وتابع "مصلحة الجزائر في مغرب قوي، ومصلحة المغرب، في جزائر قوية".
وأضاف أن الشعب المغربي له دور إيجابي في استقلال الجزائر، موضحًا أن المغاربة شاركوا في محطات النضال كلها ليحصل الجزائريون على الحرية من المستعمر الفرنسي، لافتًا إلى أن المغرب أنقد الجزائر من السقوط في معارك كثيرة، وذكرا بموقف السلطان محمد الخامس، الذي رفض الحصول على حدود متفاوض بشأنها مع الفرنسيين بعد خروجهم من المغرب، إلى أن تحصل الجزائر على استقلالها.
وحول النصيحة التي يمكن أن يقدمها مؤرخ المملكة، لرئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، أشار التازي إلى أن "الرئيس الجديد للحكومة لا يحتاج إلى نصيحته، فقد وصل إلى ما كان يطمح إليه ولم يكن ذلك الوصول عن طريق الصدفة بقدر ما كان عن طريق الصبر والمثابرة وإعطاء القدوة". حسب قوله.
وانتقد التازي الوزارة المعنية بشؤون الجالية المغربية، وقال "رحبت كثيرا بتشكيل وزارة كاملة للاهتمام بأبنائنا في الخارج من الذين يسدون خدمات جليلة لوطنهم، ومن الذين ينتظرون منا أن نظل إلى جانبهم في غربتهم، وما يحتاجون إليه وخصوصًا فيما يتصل بهويتهم، وما يعمل على الحفاظ على تلك الهوية، وفي الوقت ذاته من الذين يتماهون مع قوانين البلاد التي يعيشون فيها"، وبيّن "أن الجالية المغربية في الخارج ثروة من ثروات البلاد علينا أن نعرف كيف نحافظ عليها دون أن تضيع في مهب الرياح والعواصف".
ولد الدكتور عبد الهادي التازي في مدينة فاس عام 1921، وحاز على الإجازة العليا من جامعة القرويين، والتحق بجامعة محمد الخامس وحصل على دبلوم الدراسات العليا في سنة 1962 ثم حصل على "دكتوراة الدولة" من جامعة الإسكندرية 1971.
تقلد مناصب عدة، حيث عمل التازي سفيرا للمملكة المغربية لدى مجموعة من الدول منها
العراق والإمارات وليبيا وإيران، كما عمل مديرا للمعهد الجامعي للبحث العلمي في الرباط ولعب دورا حيويا في تأسيس اتحاد كتاب المغرب وأكاديمية المملكة المغربية.