القاهرة - مروة الباز
أكد وكيل مجلس الدولة في الإسكندرية المستشار حسن السلاموني أن هناك فارق بين الثائر والمتظاهر، موضحًا أن الثائر يضع أمامه هدفًا يريد أن يحققه وهو عادة يكون تغيير الوضع القائم، حيث لا يلتزم الثائر بأي معايير، ولا تكون لديه خطوط حمراء، وما يعنيه هو أن يحقق الهدف الذي ثار من أجله، أما المتظاهر فإنه إنسان له مطالب يريد أن يوصلها للمسؤولين، وهو في ذلكمحكوم بالقانون الذي ينظم طريقة التظاهر والتعبير عن الرأي.وأوضح السلاموني في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" قائلاً "إن الفرق بين الشرعية الثورية والشرعية الدستورية، حيث أن الشرعية الثورية معناها أنه لا صوت يعلو فوق صوت الثورة والثوار، فإذا تعارض القانون أو الدستور مع مطالب الثورة فإن الاحترام يكون لمطالب الثورة والثوار، وتلك الفترة تكون عقب قيام الثورة وقبل اكتمال مؤسسات الدولة وسلطاتها، أما الشرعية الدستورية، فالعبرة فيها بأحكام الدستور والقانون، حتى ولو لم يرضى عنها الثوار، لأن الشرعية الدستورية تبدأ عندما يكون هناك رئيس منتخب من الشعب، وهناك دستور، وسلطة تشريعية بجوار السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، وعندها لا يجوز تبرير أي تصرف يخالف الدستور والقانون، إلا إذا تم تعديلهما بالطرق المقررة".وتابع السلاموني قائلاً "الفرق بين الرئيس المنتخب وقائد الثورة، أن الرئيس المنتخب يختاره الشعب عن طريق الانتخاب السري المباشر، في صناديق الانتخاب، بعد تنافس أكثر من مرشح، كل حسب برنامجه، وقد يختار الشعب رئيسًا من بين من شاركوا في الثورة أو من كانوا ضدها، فالعبرة هنا في الصندوق فقط، والعبرة في البرنامج الذي يطرحه المرشح، أما قائد الثورة فإنه يُختار من الثوار مباشرة، من دون إجراء انتخابات أو أخذ رأي باقي أفراد الشعب، أو يتم اختياره عن طريق مجموعة صغيرة من ممثلي الثوار، أو من أمناء الثورة، أو مجلس قيادة الثورة حسب الأحوال.كما أضاف وكيل مجلس الدولة قائلاً "إن الفرق بين الثورة والانقلاب، أن الثورة هي تغيير النظام الحاكم عن طريق ثورة أفراد الشعب عليه، من دون أي تدخل من القوات المسلحة، أما الانقلاب فهو تغيير النظام الحاكم عن طريق القوات المسلحة، من دون مشاركة الشعب في البداية، وقد يؤيد الشعب الانقلاب فيحوله إلى ثورة كما حدث في مصر عام 52، وقد يحدث العكس بأن يثور الشعب منفردًا في البداية ثم ينضم إليه الجيش ويطيح بالحاكم، وهنا إذا تمسك الجيش بالسلطة فإنه يكون انقلابًا، أما إذا سلّم السلطة للشعب فإنها تظل ثورة شعبية كما بدأت".