الرباط - الدار البيضاء
لا تزال التحقيقات متواصلة في قضية مغتصب وقاتل الطفل عدنان بوشوف بمدينة طنجة، وهي القضية التي اهتز لها الرأي العام الوطني نظرا لبشاعة تفاصيلها.
وفي إطار جلسات التحقيق التفصيلي مع الجاني، اعترف هذا الأخير أمام المحققين بتفاصيل مروعة سبقت وأعقبت الجريمة التي ارتكبها في حق طفل بريء، حيث أكد المتهم أنه بعدما تمكن من استدراج الطفل عدنان إلى المنزل، أغلق عليه الباب بإحكام وبدأ يتحرش به، إلا أن الطفل أبدى مقاومة شديدة، مضيفا، أن عدنان في بادئ الأمر أعتقد أن الجاني اختطفه بدافع السرقة، ما جعله يخرج ورقة نقدية من فئة 20 درهما من جيبه ومنحه.
لكن، يؤكد المتهم، أنه استمر في محاولة إخضاع الطفل لنزواته الوحشية إلى أن اصطدم بعمود إسمنتي بداخل المنزل وهو يهم بالفرار، ليغمى عليه نتيجة جرح غائر في رأسه، وباشر لحظتها المعتدي بالممارسة الجنسية عليه بوحشية رغم أن الطفل فاقد للوعي
وبحسب التصريحات التي جاء على لسان الجاني وصعقت المحققين أكد هذا الأخير: “إلا أني لم أكترث لذلك، واستمررت في الممارسة عليه، وبعدها بدقائق سمعت طرقات على الباب، ولما فتحت شباك النافذة، وجدت رفيقي في السكن، وطلبت منه أن يعود بعد ساعة، نظرا لكوني برفقة صديق”.
نفس الاعترافات أكدها رفيق الجاني في السكن عند استنطاقه من طرف المحققين، مضيفا معطى مهما كون الجاني كان يتعرق بشكل ملفت للانتباه، وهو نفس المعطى الذي أشار إليه الحلاق الذي لجأ إليه المتهم بـ”حي بنديبان”، لحلاقة شعره ولحيته وتخلى عن نظاراته الطبية وارتدى الكمامة الطبية، في محاولة منه لتغيير ملامحه لاسيما وأنه أخذ خبر بأن الأبحاث جارية لإيجاد الطفل المختفي.
ولإخفاء معالم جريمته أكثر، استعان المتهم بماء “جافيل” لإزالة آثار الدم المتناثرة في أرجاء المنزل، وقرر خنق الطفل قبل لفه في البلاستيك وصعد به إلى سطح العمارة. وعند الساعة الرابعة فجرا، أخذ الجاني جثة الضحية وانطلق بها صوب أرض خلاء بمحاذاة مسكن عائلة عدنان وراح يحفر إلى أن اطمئن أنها صارت حفرة عميقة وضع فيها الطفل وعاد إلى منزله دون أن يتم اكتشاف أمره سواء من قبل الساكنة أو المارة، حيث كانت الأزقة خالية وقتها، بحسب اعترافاته.
واسترسل الجاني في اعترافاته، إذ عمد كمرحلة أخيرة إلى اقتناء شريحة هاتف في وتوجه صوب حي بعيد عن حي النصر حيث اقترف جريمته، وأرسل رسالة نصية إلى أب الطفل باللهجة المصرية مطالبا إياه بفدية تناهز 90 مليون سنتيم، لتمويه المحققين وإبعاد أي شبهة حول فرضية الاغتصاب والقتل.
وأمام هذه الاعترافات الصاعقة، يتبين بالملموس أننا أمام مجرم غير عادي ويتمتع بذكاء لا يستهان به، كونه خطط ودبر لجريمته البشعة بإتقان دون أن يترك شيء للصدفة، لاسيما وأنه خريج القانون العام، وفقا لما تم تضمينه في اعترافاته.
وقد يهمك ايضا:
معتقلون يهددون بتطبيق شرع اليد على قاتل الطفل عدنان في المغرب