الرباط - الدار البيضاء
أعلنت منابر إعلاميّة إسبانية مُطّلعة أنّ السبب الرئيسي وراء تأجيل القمة المغربية الإسبانية يرجع إلى الاتصالات التي أجراها أعضاءٌ من حزب بوديموس، المشارك في حكومة بيدرو سانتشيز، من أجل التحضير للقاءٍ يجمع بين زعيمهم بابلو إغليسياس وانفصاليي الداخل المُوالين للبوليساريو بالمغرب، في إطار أجندة موازية لفعاليات القمة التي كان مُزمعاً عقدها بين حكومتي البلدين يوم الخميس المقبل، قبل أن يتمّ إعلانُ قرار تأجيلُها إلى شهر فبراير من العام المقبل.
وأكّدت المنابر ذاتُها، استناداً إلى مصادر رسمية، أن الحكومة الإسبانية تلقّت معلوماتٍ مؤكّدةً تُفيد بأنّ أفراداً من “بوديموس”، ذي التوجُّهات اليسارية، أجروا اتصالات مع مُمثِّلين عن جبهة البوليساريو قصد عقد لقاءٍ يجمع زعيم الحزب الإسباني بانفصاليين داخل التراب المغربي، على هامش اللقاء رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب. وأسفر هذا المعطى عن حالةِ استنفارٍ داخل السلطة التنفيذية الإسبانية، حسب مصادر من الجناح الاشتراكي لحكومة بيدرو سانتشيز، الذي اضطر في وقت سابق إلى تقليص عددِ مُرافقيه في الوفد الحكومي، مع إلغاء مشاركة بابلو إغليسياس، بدعوى ما تفرضه الحالة الوبائية من إجراءاتٍ احترازية.
كما سجّلت الصحافةُ الإسبانية الترّددَ الذي ساد تحديد اللائحة النهائية لمُرافقي رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز إلى قمة الرباط، بسبب مشاركة زعيم حزب “بوديموس” من عدمها، نظراً لمواقفه المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية، لاسيما تشبّثُه بخيار الاستفتاء في الصحراء، ما سبّب الكثير من الإحراج للجانب الإسباني، ليتقرّر مساءَ الإثنينِ الماضي إلغاءُ مشاركته ضمن الوفد الحكومي الإسباني.
وكان من المُرتقب أن يلتقي بابلو إغليسياس، النائبُ الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية ووزيرُ الحقوق الاجتماعية، في إطار الأجندة الرسمية لأشغال القمة، بوزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة جميلة المُصلِّي، حسب ما وصفتها الصحافةُ الإسبانيّة بكونها تسريباتٍ من داخل رئاسة الحكومة “لامونكلوا”.
تجدرُ الإشارةُ إلى أنّها ليست المرّةَ الأولى التي يُحرِجُ فيها زعيمُ بوديموس رئيس حكومته بتصرُّفات حزبية مُتمرِّدة على الأجندة الرسمية، إذ سبق له، قبلَ شهر، أن استغلّ مُرافَقتَه للوفد الإسباني، برئاسة بيدرو سانتشيز والملك الإسباني فيليبي السادس، أثناء مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لدولة بوليفيا، من أجل عقد لقاءاتٍ مكثّفة جمعته برموز اليسار في أمريكا اللاتينية، كُلِّلت بإصدار بيانٍ مُشتركٍ بالموازاة مع حفل التنصيب، وهو ما أثار حفيظة الجناح الاشتراكي داخل الحكومة الإسبانية.
قد يهمك ايضا
مئات المغاربة في سبتة ومليلية ينتظرون زيارة زيارة رئيس الوزراء الإسباني