الرباط - الدار البيضاء
داخل مكتبها وسط الرباط، تعكف العميد الممتاز أمل برقية، رفقة طاقمها المكون من موظفي المديرية العامة للأمن الوطني، على تتبع مراحل صدور العدد المقبل لمجلة “الشرطة”، التي تمثل المنشور الرسمي الوحيد للمديرية العامة، منذ سنة 1961. تدخل مجلة “الشرطة” ضمن الأدوات التواصلية التي تراهن عليها المديرية العامة للأمن الوطني في مخاطبة المواطنين وموظفي الأمن والمجتمع بصفة عامة، تشرف عليها أمل برقية، المديرة الإدارية التي تشتغل إلى جانب فريق من التقنيين والمساعدين الذين لديهم مهارات متنوعة ومتكاملة تتمثل في الكتابة والتصميم الرقمي واللوحات الفنية.
وقد اختارت المديرية العامة للأمن الوطني شعارا جديدا لإستراتيجيتها التواصلية مؤداه “لا تحجب عن وسائل الإعلام والرأي العام إلا ما يفرض القانون وتقييدات النشر حجبه”؛ وذلك كشعار بديل عن فلسفة العمل الكلاسيكية التي كانت تفرض على مصالح الأمن في السابق “لا تقل لوسائل الإعلام إلا ما يجب عليك أن تقوله لهم”. وتتخصص مجلة “الشرطة” في التعريف بقطاع الأمن ودعم مشاريع الإصلاح والتحول الذين تعرفهما المؤسسة الأمنية، علاوة على إفراد منصة قانونية وإدخال فقرات تحسيسية موجهة إلى الجيل الناشئ من خلال ومضات تحسيسية بواسطة الأنشطة المرسومة التي يساهم في إنتاجها موظفو الشرطة
وفي السياق، لفتت العميد الممتاز أمل برقية، في لقاء خاص مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “السنة الحالية تميزت باستمرار المسار التحديثي المهم الذي يقوده المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني من أجل تطوير المؤسسة الأمنية، وذلك تطبيقا للتوجيهات الملكية السامية”. وعلى الرغم من ظروف الجائحة، أضافت المسؤولة الأمنية ذاتها، فإن “المديرية العامة للأمن الوطني استطاعت تحقيق إنجازات مهمة في ما يتعلق بتعزيز القدرات البشرية، والتقنية، واللوجستيكية والتكنولوجية”، مشددة على أن “التواصل كان في عمق هذه الإنجازات؛ وذلك من أجل هدف الإخبار والتحسيس ومحاربة الأخبار الكاذبة بطريقة شفافة ومنفتحة”.
وقالت برقية، في حديثها مع هسبريس، إن “التواصل المؤسساتي هو وظيفة متأصلة في الحياة اليومية لموظفي الأمن، ويتم تحديثها وترسيخها كل عام، معبرة بذلك عن صورة الشرطة المواطنة الشفافة وقبل كل شيء في خدمة المواطن”. وعقدت دوائر الشرطة ومصالح الأمن العمومي خلال سنة 2021 اجتماعات تنسيقية وتشاورية مع 14.132 جمعية مدنية و53 هيئة نقابية محلية، من أجل دراسة المشاكل وإيجاد الحلول للقضايا المرتبطة بالشأن الأمني. كما أنجزت المصالح الشرطية المكلفة بالإعلام الأمني 4463 نشاطا تواصليا، تمثلت في الاستجابة لطلبات إنجاز 2340 تغطية إعلامية من طرف مختلف المنابر الإعلامية الوطنية والقنوات والوكالات الصحافية الأجنبية وشركات الإنتاج السينمائي.
وأفادت العميد الممتاز، في حديثها مع هسبريس، بأنه “تم نشر 476 تغريدة وتدوينة في الحسابات الرسمية للأمن الوطني في منصة “تويتر” و”فيسبوك”، فضلا عن تعميم 106 بيانات حقيقة لتصويب الأخبار الزائفة التي تمس بالشعور بالأمن، ونشر 1541 بلاغا وخبرا وملفا صحافيا حول مختلف القضايا التي عالجتها مصالح الأمن الوطني”. وحرصت المديرية العامة للأمن الوطني على تدعيم حضورها في منصات التواصل الاجتماعي وفي وسائط الإعلام البديل، إذ بلغ متابعو الحساب الرسمي للأمن الوطني على موقع “تويتر” 317.074 مستخدما خلال سنة 2021، بنسبة زيادة ناهزت 40 في المائة مقارنة مع سنة 2020، بإجمالي عدد التغريدات ناهز 1061 تغريدة تتعلق بالمجهودات المبذولة في المجال الأمني.
كما واصل الحساب الرسمي للأمن الوطني على موقع “فيسبوك” حصد مستخدمين ومتفاعلين جدد، ليصل إلى 282.638 منخرطا خلال السنة الجارية، مقابل 191.903 منخرطين خلال سنة 2020. كما أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني النسخة الالكترونية من مجلة “الشرطة” على تطبيق معلوماتي يمكن تحميله على الهواتف المحمولة واللوحات الإلكترونية التي تعمل بنظام تشغيل “أندرويد” وios للتمكن من الاطلاع على الأعداد الجديدة فور صدورها باللغتين العربية والفرنسية. وبالنسبة إلى مجلة “الشرطة”، عرفت سنة 2021 إصدار أربع نسخ من المجلة في صيغتيها الورقية والإلكترونية، المتوفرة على منصات «IOS» و«Android».
وفي هذا الصدد، أشارت المسؤولة الأمنية ذاتها إلى أن العدد الـ39 لمجلة “الشرطة” خصص لتسليط الضوء على عمل مصالح الأمن الوطني ودعم البنيات الشرطية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتناول العدد الـ40 مظاهر الإصلاح الشرطي المندمج للمنظومة الأمنية، أما العدد الـ41 فقد ركز على تجربة المديرية العامة للأمن الوطني في مواكبة وتأمين الأحداث ذات البعد الدولي، أما العدد الـ42 الذي سينشر بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة فيتناول الأمن المعلوماتي والأجيال الجديدة للمخاطر الرقمية. وأوضحت العميد الممتاز أن المديرية العامة للأمن الوطني قامت في سنة 2021 بإثراء المحفظة البيداغوجية المخصصة للحملات التحسيسية في الوسط المدرسي، من خلال إعداد وتوزيع قصص مصورة للتعريف بمخاطر الإرهاب والتطرف وشغب الملاعب. وقد استفاد من هذه الحملات التوعوية 240 ألفا و406 من التلاميذ والتلميذات، ينتمون إلى ستة آلاف و164 مؤسسة تعليمية موزعة على الصعيد الوطني، برسم الموسم الدراسي 2020-2021.
وقد أحدثت المديرية العامة للأمن الوطني 21 بنية أمنية جديدة خاصة بالتواصل الأمني المؤسساتي، واحدة مركزية على مستوى ديوان المدير العام للأمن الوطني، وعشرين مصلحة لا ممركزة على صعيد ولايات الأمن والأمن الجهوي والإقليمي، والتي تتحدد مهمتها في تسهيل عمل وسائل الإعلام وتيسير وصول المواطن والصحافي للحق في المعلومة الأمنية. كما أنشأت المديرية العامة للأمن الوطني منصب “الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني” كنقطة ارتكاز بين المؤسسة الأمنية ووسائل الإعلام، وكمصدر رسمي للمعلومات والأخبار المرتبطة بالقضايا الكبرى التي تستأثر باهتمام الرأي العام.
وبادرت المديرية ذاتها بتعزيز تواصلها الرقمي وانفتاحها الافتراضي في وسائط الاتصال الجماهيري ودعائم الإعلام البديل، إذ تم إحداث حساب رسمي على موقع “تويتر” لنشر تغريدات حول قضايا الأمن العام ومكافحة الجريمة، كما تم إحداث حساب مماثل على موقع “فيسبوك”، يتولى نشر وتقاسم التدوينات المرتبكة بالقضايا والجرائم التي تثير اهتمامات المواطن. كما بادرت المديرية العامة للأمن الوطني بتنظيم دورات سنوية لأيام الأبواب المفتوحة كموعد سنوي قار للتواصل مع المباشر مع المواطن، إذ تجاوز عدد زوار النسخة الأخيرة المنظمة بمدينة طنجة أكثر من نصف مليون زائر للفضاء الذي احتضن التظاهرة.
قد يهمك أيضاً :
المديرية العامة للأمن الوطني تحرص على أمن المغاربة وصحة مواردها البشرية