طوكيو ـ الدارالبيضاء اليوم
تنظم اليابان النسخة الثامنة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (تيكاد 8)، بتونس، في غشت المقبل، بينما ينعقد الاجتماع الوزاري لهذا الحدث يومي 26 و27 مارس الجاري عن بعد، وستخصص مضامينه لمناقشة مشاريع التعاون في مجال دعم التنمية المستدامة في القارة السمراء.
وتشير كل المعطيات على أرض الواقع إلى أن المغرب سيحظى خلال هذا المؤتمر بالأولوية في التعاون مع اليابان، خصوصا أنه بات في الأعوان الأخيرة "حليفا مهما" لهذا البلد الأسيوي في مكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري، حسب ما أشارت إليه صحيفة "أتالايار" الدولية المهتمة بشؤون بلدان البحر الأبيض المتوسط.
ويسير التعاون الياباني المغربي، حسب المصدر ذاته، بوتيرة سريعة، إذ أبدت اليابان دائما اهتماما كبيرا بالصناعات المغربية، بل تقوم بتمويل جزء كبير منها، سيما في مجال صناعة السيارات، والطائرات، والتكنولوجيا الفائقة.
وترى اليابان في المغرب سوقا ينمو بشكل مضطرد، وحضوره يتعزز يوما بعد يوم في الاقتصاد العالمي.وعلقت شينوزوكا تاكاشي، السفيرة السابقة بالرباط، قائلة "لقد أصبح المغرب دولة ناشئة ويجب أن نتعاون معه بصيغة مفيدة للطرفين".
وقد حافظ البلدان منذ فترة طويلة على علاقات راسخة للغاية ومتينة، إذ تدعم اليابان أيضا أنواعا أخرى من المشاريع، مثل البناء، والبنية التحتية، والصيد البحري، والزراعة، والصحة.
ويتلقى المغرب 3.5 ملايير درهم من اليابان لدعم الأفكار وتنفيذها، إضافة إلى 25 مليار درهم على شكل قروض ميسرة.
ويعتبر الاستزراع المائي من أكثر القطاعات التي يعمل فيها المغرب واليابان على الصعيد الثنائي، وهو نشاط يقوم به عدد من المتخصصين لتربية أنواع من الحيوانات والنباتات المائية.
والزراعة المائية هي تنمية الأحياء المائية في مزارع بديلة عوض حصادها من بيئتها الطبيعية.
وبفضل المعرفة الواسعة التي تتوفر عليها اليابان في هذا المجال، تمكن الصيادون المغاربة من تعزيز مهاراتهم في هذا النوع من الصيد، وخاصة في تربية المحار والرخويات المائية.
ويعتبر مشروع "تيغرت- إيمي وادار" قرب مدينة أكادير، نموذجا رائدا في هذا النوع من التعاون، إذ يساهم في تطوير الخبرات لدى الصيادين المغاربة في مجال النهوض بقطاع تربية الإحياء البحرية، من خلال تقنيات تربية الأحياء البحرية المطبقة في أعالي البحار، وتعزيز المؤهلات التقنية في مجال الخبرة المتراكمة لدى اليابانيين، من خلال الإستثمار بتكلفة أقل.
وتعمل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) مع المملكة المغربية منذ 1967.
للإشارة، فإن النسخة الماضية من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (تيكاد 7)، المنظم بشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي، جمع قرابة 42 رئيس دولة وحكومة سنة 2019. وخصصت اليابان خلاله مبلغ 20 مليار دولار لدعم الشركات والمشاريع ذات القيمة المضافة ضمن المحور المتكون من دول إفريقيا واليابان.
قد يهمك أيضا
اليابان تتطلَّع إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع المغرب