الرباط - الدار البيضاء اليوم
أثارَ حادث وفاة طفلٍ "حَرقاً" داخل شقّة بمدينة سلا ردود فعلٍ غاضبة لنشطاء على وسائط التّواصل الاجتماعي، تفاعلاً مع ما اعتبروه "تأخّر تدخّل أفراد الوقاية المدنية من أجل إنقاذ الطّفل ذي الخمس السنوات قبل أن تحوّله النّيران إلى جثّة هامدة"، خاصة وأنّ الحادث يأتي بعد أقل من نصف سنة على وفاة طفلة بالطّريقة نفسها.وكانت السّلطات المحلية لعمالة سلا أكّدت وفاة طفل كان يتواجد بمفرده داخل شقة سكنية، الاثنين، عقبَ نشوب حريق بها.
وفي تفاصيل الواقعة، أشارت مصادر هسبريس إلى أن مصالح الوقاية المدنية كانت قد تلقت إشعارا بنشوب حريق في الشقة السكنية على الساعة 12 و49 دقيقة زوالا، حيث تمت تعبئة فرق للوقاية المدنية على متن شاحنة صهريجية لإخماد الحريق وسيارة للإسعاف.رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبٍ كبير من الطّريقة التي تمت بها عملية الإنقاذ، والتي وصفوها بالبدائية والتّقليدية، حيث اكتفى أفراد الوقاية المدنية برشّ أماكن الحريق بالماء دون أن يتمكنوا من الولوج إلى المنزل الذي كان يوجد بداخله الطّفل القتيل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال عبد الإله الخضري، فاعل حقوقي، إن "الأمرَ يحتاجُ إلى وقفة حقيقة إزاء أحداث مروعة كهذه"، مورداً أنّ "الحديث عن مسؤولية الوقاية المدنية في الحادثة لا أستطيع تأكيده، واطلاعي على بعض الإفادات من هنا وهناك يجعلني أضع المسؤولية بالدرجة الأولى على عاتق أبوي الطفل".وتوقّف رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان عندَ "غياب مسالك الإنقاذ في العديد من البنايات السكنية"، داعياً إلى "تقوية حملات التوعية والتحسيس بمخاطر تعرض المساكن لاندلاع الحرائق، بما في ذلك تحذير الوالدين من مغبة ترك فلذات أكبادهم الصغار داخل مساكنهم دون مراقبة".
ودعا الحقوقي ذاته إلى "تقوية حملات مراقبة مدى احترام المباني لشروط الإنقاذ، وتطوير أنظمة الإنقاذ، لأن الأنظمة الحالية تتسم بالبطء الشديد رغم بعض المجهودات المبذولة من لدن عناصر الوقاية المدنية".وجرى عقبَ الحادث تداول تأخر رجال الوقاية المدنية، وقال الحقوقي ذاته إنّ "الأمر يحتاج إلى تحقيق لتحديد مدى مسؤولية عناصر الوقاية المدنية"، مؤكداً أن "منظومة تفاعل الوقاية المدنية مع طارئ مثل هذا الحريق الذي أودى بحياة الطفل لا تتماشى مع التحديات القائمة".
وقال الحقوقي المغربي ذاته: "هناك خلل ما في طريقة اشتغال الوقاية المدنية، أعتقد أسوأ من ذلك، المغرب يعاني من غياب أنظمة الطوارئ الفعالة جملة وتفصيلا... أنظمة تحتاج بالدرجة الأولى إلى تأهيل الكادر البشري، وضبط سلسلة التدخل والقواعد والإجراءات العلمية التي وجب اعتمادها في نظام الطوارئ ككل".
قد يهمك أيضــــــــــًا :
وفاة طفلة أميركية وإصابة أخرى بالعمى لعدم تطعيمهما بمصل الأنفلونزا