الرباط - الدار البيضاء اليوم
شهد الطريق الواصل بيني مدينتي صفرو وبولمان في المغرب تساقطات ثلجية كثيفة مُنذرة بعاصفة قوية تُغطي دوار عين الجرف، الصغير والهادئ، في جماعة العنوصر، وبدأت تساقطات الثلج الأولى في العاشرة صباح الأربعاء، وسقط ثاني حاجز ثلجي في منتصف الطريق بين صفرو وبولمان، على الطريق الوطنية 4.وباشر حسن سوكار، أحد حراس الحاجز، والهاتف لا يفارق أذنه، العمل باكرا لتثبيت دعامات التشوير الطرقي التي تنبه السائقين إلى حالة السير على الطريق الوطنية 4 والمخاطر المترتبة عن الثلوج الكثيفة.
وشرح سوكار أنه يعمل وفقا لتوجيهات المصالح الإقليمية للتجهيز، التي تتابع تطور العاصفة وأحوال الطرق، وبمجرد إطلاق الإنذار، يقول حسن، "نقوم بوضع الحواجز ودعامات التشوير لإنذار مستخدمي الطريق وتسهيل تنقلاتهم في الظروف المناخية المضطربة"، إنه يدعو السائقين إلى احترام تعليمات الحراس الذين تنحصر مهمتهم في نقل توجيهات المصالح المختصة.كان على العديد من العربات، ومنها حافلات مسافرين، متجهة نحو بولمان ومدن أخرى، أن تنتظر إلى حين تمكن فرق التجهيز التي تعبأت على الطريق نفسه في الاتجاه المعاكس (بولمان- صفرو) من مرافقة هذا الطابور من المنتظرين إلى وجهاتهم اعتمادا على كاسحات الثلج.
وحلت ثلاث آليات بالمكان بعد ذلك بدقائق، منها كاسحتا ثلج، بهدف فتح حركة السير أمام العربات المحاصرة، وقال سيف الدين السموني، رئيس مصلحة التجهيز بالمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بصفرو، "إن العملية تندرج في إطار الجهود التي تبذلها المديرية، عبر تعبئة الوسائل اللوجستيكية والبشرية، من أجل إزالة الثلوج على الطرق وتقوية سلامة مستعمليها".ويتعلق الأمر، حسب المسؤول، بتدابير استباقية متخذة طبقا للإنذارات المناخية وبتنسيق مع السلطات المركزية والمحلية وكذا مديريات التجهيز في الأقاليم المجاورة. وبدوره، أهاب بالمواطنين التحلي باليقظة واحترام توجيهات السلامة وحواجز الثلج.
وتتواصل هذه العمليات تحت أعين قاطني هذا الدوار البسيط الواقع بين صفرو وبولمان، الإقليمين المعروفين بطقسهما البارد وبموعدهما المنتظم مع تساقطات ثلجية مهمة في فصل الشتاء.وقال عزيز تلو الفاعل الجمعوي وأحد أبناء الدوار، "إن الساكنة المحلية تتطلع إلى الثلوج بفارغ الصبر؛ بالنظر إلى مساهمتها في تقوية الفرشة المائية بالمنطقة وتنمية الفلاحة، القطاع المحوري في الاقتصاد المحلي".ويقر تلو بأن جهودا تبذل للتخفيف من انعكاسات سوء الأحوال الجوية على أوضاع الساكنة؛ لكنه يشدد على ضرورة الانخراط أكثر في مجال النقل المدرسي والبنيات الطرقية والصحية، من أجل فك العزلة عن سكان الدواوير الأكثر عزلة، خصوصا في طقس شديد البرودة.
وقد اتخذت السلطات الإقليمية ببولمان وصفرو، وهما من الأقاليم المستهدفة بالبرنامج الوطني لمكافحة آثار موجة البرد، سلسلة من التدابير الاستباقية للتخفيف من وطأة البرد والتساقطات الثلجية على معيش السكان.وفي إقليم بولمان، تهم التدخلات 14 جماعة ترابية، أي أزيد من نصف الجماعات الترابية الموجودة بالإقليم، والتي تضم 111 دوارا. أما الساكنة المستهدفة، فتفوق 25 ألف شخص موزعة على 4888 أسرة.
وتشمل الإجراءات الاستباقية إحصاء النساء الحوامل وإيواء الأشخاص بدون مأوى خلال هذه الفترة وتوزيع الإعانات من مواد غذائية وأفرشة وملابس وأفران محسنة، وتحسين ظروف التدريس داخل المؤسسات التعليمية بتوفير المسخنات وحطب التدفئة، علاوة على إزاحة الثلوج بالمحاور الطرقية المعنية وتتبع وضعية التموين لهذه المناطق بالمواد الأساسية.كما جرى إحصاء جميع الرحل والبالغ عددهم 255 عائلة تضم أزيد من 1200 شخص موزعين على النفوذ الترابي للإقليم، حيث يتم تتبع تحركاتهم وأماكن وجودهم لتفادي أي تطورات مناخية سيئة قد تعرضهم وقطعانهم للخطر.
وتصنف أوضاع حوالي 18 ألفا من الساكنة بأنها هشة، بالنظر إلى عزلة مناطقهم، لذلك يتم تنظيم قوافل طبية بانتظام لفائدتهم، وتسطر الحكومة، منذ 2009، مخطط تدخل سنويا خلال فترات تساقط الثلوج والأمطار وموجات البرد. واستهدف المخطط 1426 دوارا و213 جماعة ترابية، بساكنة تناهز 660 ألف نسمة.ويتضمّن المخطط، الذي يعتمد سنويا من قبل الحكومة، سلسلة من التدابير؛ من ضمنها إحداث مركز قيادة للتدخل السريع على مستوى وزارة الداخلية والأقاليم المعنية وتفعيل اللجان الإقليمية للتدخل في الوقت والمكان المناسبين. وتهم الإجراءات أيضا ضمان التزويد العادي لهذه المناطق بالمواد الأساسية، وتوزيع علف الماشية، وتنظيم تدخل فوري للإغاثة بالمروحيات وغيرها.
قد يهمك أيضــــــــــًا :