الرباط-الدار البيضاء اليوم
بعد مرور أزيد من أسبوعين على عيد الأضحى، يتواصل ارتفاع عدد الإصابات في صفوف مرضى كورونا إلى مستويات قياسية تجاوز فيها العدد اليومي 1000 إصابة، كانت أكبرها حصيلة اليوم التي جاءت ثقيلة ومخيفة ب1776حالة.
وأجمع معظم رواد مواقع التواصل على أن احتفال المغاربة بمناسبة عيد الأضحى كان سببا مباشرا في هذا الارتفاع القياسي، حيث أصرت العديد من الأسر على الاحتفال به بنفس طريقة المواسم السابقة، دون تجنب الزيارات العائلية ومايرافقها من تبادل للعناق والقبلات والمصافحة.
في حين يرى كثيرون أنه كان على السلطات إلغاء عيد الأضحى رغم ما يعنيه ذلك من خسائر مهمة بالنسبة للقطاع الفلاحي، وذلك تفاديا لدخول مرحلة وبائية صعبة وحرجة، باتت تشكل عبئا كبيرا على المنظومة الصحية بالبلاد وجمع العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة، حيث سجل المغرب في الأسبوع المنصرم أسوأ حصيلة منذ بداية الجائحة ب 7700 إصابة جديدة و116 حالة وفاة.
بالمقابل، يعتبر البعض الآخر أن الحكومة فطنت بشكل متأخر لقرار الابقاء على عيد الأضحى، فحاولت الحد من التنقلات بقرار إغلاق عدد من المدن بشكل مفاجئ، وهو القرار الذي لم يمنع معظم الراغبين والعازمين على السفر من أجل قضاء العيد مع أهلهم وذويهم ، -لم يمنعهم- من حزم حقائبهم ليلة ما يطلق عليه "الهروب الكبير" أو ايجاد سبل سفر بديلة في الأيام الموالية، لأن أغلب الموظفين والتجار والعمال و والحرفيين، القاطنين بعيدا عن مدنهم الأصلية، يعتبرون عيد الأضحى الفرصة الوحيدة طيلة السنة للاجتماع بأسرهم وعائلاتهم.
ويرى معلقون أنه في ظل عدم اتخاذ السلطات أي قرار استباقي بشأن العيد، زادت حدة انتشار "كورونا" بمختلف جهات المملكة وخاصة في مدن ودواوير ظلت محصنة أمام الفيروس طيلة الأشهر الماضية، وعلى سبيل المثال، مدينة وزان وبالتحديد منطقة "سيدي رضوان" التي بدأت تشهد إصابات جديدة بشكل يومي منذ يوم عيد الأضحى، وعند تتبع الحالات تجدها بالضرورة قد خالطت عاملا قادما من مدينة طنجة أو الدارالبيضاء.
بالاضافة إلى عادات وتقاليد العالم القروي التي قد تكون بعيدة عن التدابير الاحترازية للوقاية من الفيروس، حيث ما زال "السلام" بالأيدي والعناق أبرز سبل الترحاب، كما أشارت مصادر مختلفة إلى إقامة عدة أعراس بالبوادي، بعد أيام قليلة من عيد الأضحى، مستغلين تواجد كل أفراد العائلة، دون الاكتثرات لانتشار الفيروس بكثافة في مثل هذه المناسبات.
وقد يهمك ايضا:
السلطات المغربية تفرض الحجر الصحي على مواطن لم يخضع لتحاليل الكشف عن كورونا