الرباط - المغرب اليوم
أكد الأكاديمي والخبير الأرجنبيتي، كارلوس أغوزينو، المتخصص في العلاقات الدولية والقضايا الاستراتيجية، أن إيران التي "ترعى الإرهاب" في العديد من مناطق العالم، تسعى لزعزعة الاستقرار في منطقة الصحراء، معتمدة في ذلك على تواطؤ الجزائر.
و قال أغوزينو، في مقال نشرته وكالة الأنباء الارجنتينية المستقلة "توتال نيوز" تحت عنوان "إيران ترعى الارهاب الانفصالي" إن "طهران التي تعمل من خلال دعمها لحزب الله وغيره من الجماعات المسلحة المتطرفة، على رعاية الإرهاب وزعزعة الاستقرار وإشعال فتيل الحروب في الشرق الأوسط، تعتزم الآن القيام بالشيء نفسه في منطقة الصحراء، معتمدة في ذلك على تواطؤ الجزائر حليفتها بالمنطقة المغاربية".
وأضاف، أغوزينو، الاستاذ بجامعة جون إف كينيدي ببوينوس أيريس، أن قرار المغرب قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران بسبب رعايتها لارهاب انفصاليي البوليساريو يكشف النقاب من جديد عن الانشطة التي تقوم بها طهران في مسعى لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، مذكرا في هذا السياق بتصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الذي أكد أن المغرب "يتوفر على أدلة دامغة وأسماء ووقائع دقيقة، تؤكد التواطؤ بين حزب الله والبوليساريو ضد المصالح العليا للمغرب".
وبعد أن توقف عند الخطورة التي يكتسيها تسليم قياديين في حزب الله للميليشيات المسلحة للبوليساريو، أسلحة شملت على الخصوص صواريخ "سام 9" و"سام 11 "و"ستريلا"، اعتبر الخبير الأرجنتيني، أن "إدخال هذا النوع من الأسلحة في نزاع الصحراء يشكل عاملا مزعزعا للاستقرار ويمكن أن يفتح الطريق أمام تصعيد حربي بالمنطقة".
وأضاف أنه، مع وجود مثل هذه الأسلحة في أيدي البوليساريو باتت الجبهة الانفصالية تشكل تهديدا للطيران المدني في المنطقة، مشيرا إلى وقوع نحو 35 هجوما على الطائرات المدنية، عبر العالم، بأسلحة من هذا القبيل، مما تسبب في إسقاط 24 طائرة ومقتل أكثر من 500 شخص، وذلك في الفترة ما بين 1983 و 2005.
وعلى مستوى أميركا اللاتينية، ذكر الخبير الأرجنتيني أن بوينوس أيريس كانت مسرحا في تسعينات القرن الماضي لهجومين دمويين خلفا حينها مقتل 114 شخصًا و جرح أكثر من 540 آخرين، تشير أصابع الاتهام إلى ضلوع حزب الله فيها بتواطئ مع إيران.
وفي سياق ذي صلة، أكد أغوزينو أن إدارة مكافحة المخدرات الأميركية تعتبر أن حزب الله يتوفر على شبكات واسعة في أميركا الجنوبية تتعاطى لتهريب المخدرات وتبييض الأموال والتهريب وغيرها من الأعمال غير المشروعة لتمويل جزء من الأنشطة الإرهابية للمجموعة.
وحسب كاتب المقال، صاحب مؤلف "جيوسياسية الصحراء والساحل"، فإن البوليساريو و على الرغم من وجود اتفاق وقف إطلاق النار وتواجد بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" بالصحراء، مازالت تواصل، بتواطؤ مع الجزائر وإيران، في التخطيط لأعمال إرهابية في المنطقة.
كما يتضح، أن إيران تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الدولي، ليس فقط لأنها تطور برنامج أسلحة دمار شامل، ولكن لأنها توفر التدريب وتصدر الأسلحة للجماعات الإرهابية في إفريقيا وتمول الأحزاب السياسية والمنظمات المتطرفة عبر العالم.