الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
أوصى المشاركون في أشغال الندوة رفيعة المستوى للاحتفال بالذكرى الخامسة لخطة عمل القادة والفاعلين الدينيين في منع التحريض على العنف المفضي إلى ارتكاب جرائم وحشية (خطة عمل فاس)، التي اختتمت أشغالها الخميس بفاس، بتعزيز قدرات المتدخلين في مكافحة خطاب الكراهية وإطلاق المبادرات العملية بهذا الخصوص؛ وذلك بإشراك الجامعات والمؤسسات البحثية.
وأفاد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في تصريح لوسائل الإعلام، وهو يتحدث عن أهم التوصيات التي توجت أشغال هذه الندوة التي تواصلت على مدى يومين، بأن المشاركين فيها دعوا، أيضا، إلى الأخذ بعين الاعتبار التغيرات الثقافية والسياقية عند تنفيذ هذه الخطة؛ وذلك عبر شراكات مع مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها منتدى الحضارات التابع للأمم المتحدة.
وأضاف عبادي أن البيان الختامي المشترك بين الأمم المتحدة والمغرب، المتوج لأشغال هذه الندوة، والذي قال بأنه سيتم تعميمه على وسائل الإعلام لاحقا، أكد على أهمية الجانب التواصلي في إنجاح إعمال “خطة عمل فاس”؛ وذلك عبر دعوته إلى تعبئة المهتمين بالجانب الفني والسينمائي وصانعي الكبسولات والمشتغلين في مجال التلعيب، قصد ملامسة اهتمامات وانشغالات الأجيال الشابة وفئة الطفولة.
وأبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن المشاركين في هذه الندوة استحضروا الجوانب ذات البعد المالي لإعمال خطة عمل القادة والفاعلين الدينيين في منع التحريض على العنف المفضي إلى ارتكاب جرائم وحشية، مبرزا أنهم أكدوا على ضرورة خلو الأنساق التمويلية من الأجندات التي تتعارض مع الأهداف النبيلة لهذه الخطة.
وتابع عبادي أن محور ملامسة تنزيل الخطة لكافة بنيات الأمم المتحدة حظي بقسط مهم من التوصيات، اعتبارا لكون خطاب “خطة عمل فاس” يمكن أن يمر من المركز إلى مختلف دول العالم المنتظمة فيها؛ وذلك بالشكل الذي يزيل البذور المدمرة لخطاب الكراهية والتطرف المفضي إلى ارتكاب جرائم وحشية.
من جانبه، قال عمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، إن توصيات ندوة فاس، التي توجت يومين من النقاش الإيجابي والعميق، كانت عملية ستمكن “خطة عمل فاس” من الوسائل العملية لنطبق مبادئها التي تدعو إلى التعايش السلمي وحسن الجوار ونبذ العنف واحترام حقوق الإنسان والحق في التقدم والرفاهية والتعبير وغيرها من الحقوق التي تنص عليها الأمم المتحدة.
كما أكد هلال أن الخطة الأممية المذكورة أصبحت لها الآن، بفضل هذه الندوة، آليات واقعية وعملية للتطبيق والتوجه نحو المستقبل، مشيرا إلى أن مدينة فاس، بفضل هذه الخطة، دخلت التاريخ وأصبحت منارة للأمم المتحدة في مجال المساهمة في تحقيق للتعايش الحضاري واحترام حقوق الإنسان عبر العالم.
يذكر أن أشغال الندوة المذكورة نظمتها المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان والرابطة المحمدية للعلماء ومكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية، بشراكة مع الشبكة الدولية لصناع السلام الدينيين والتقليديين.
قد يهمك أيضا
رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى يستقبل السفير المغربي عمر هلال