القاهرة - الدار البيضاء
هدد النائبان العربيان في الائتلاف الحكومي في الكيان الاسرائيلي، غيداء ريناوي زعبي ومازن غنايم، بإسقاط الحكومة التي يشاركان فيها، إذا أقدمت على حرب ضد قطاع غزة أو ضد لبنان، ما سبب إرباكاً كبيراً في الحلبة السياسية استغلها اليمين المعارض، للبرهنة على أنه «ائتلاف هش عمره قصير». فيما راح قادة الائتلاف يوبخون حزبي النائبين المعنيين.
وكانت غيداء زعبي ريناوي، التي انتخبت في الأسبوع الماضي نائبة لرئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، عن حزبها اليساري «ميرتس»، سئلت، في حديث إذاعي، عن رأيها في تهديدات رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، بالرد الحربي على إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل أو إطلاق بالونات متفجرة من غزة، وقوله إن حكومته سترد بقسوة، فأجابت: «رئيس الوزراء يعرف أنه في حال خروج إسرائيل إلى حرب فإنها ستسقط، لأن ميرتس والقائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية، لن توافقا على ذلك».
مضيفة، أن «وجود هذين الحزبين في الائتلاف يقيد الحكومة في الخروج إلى عمليات عسكرية. وفي حال اتخذت الحكومة قراراً في هذا الاتجاه، سيهدد الخطر الائتلاف الحكومي». وقالت إن نص اتفاقية الائتلاف، يتيح للكتلتين المذكورتين حرية التصويت في هذه الحالة، كونه يركز على اتفاق حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وليس على المواضيع السياسية والعسكرية التي توجد خلافات عميقة بشأنها».
وألمحت ريناوي زعبي، إلى أنه لو كان بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة، لكانت إسرائيل قد اتخذت قراراً بردود أقسى على حماس وحزب الله. مشددة على أن بنيت يفهم جيداً أنه فقد المصوتين الذين منحوه أصواتهم من قوى اليمين، وأن عليه أن يكون قريباً من مصوتي اليسار، الذين يعارضون الحرب.
وأما مازن غنايم، وهو مستقل لكنه انتخب للكنيست على قائمة الحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، فقال إن «جميع نواب الكتلة الأربعة سينسحبون من الائتلاف الحكومي في حال شن حرب على قطاع غزة». وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية «مكان»، إنه «في حال القيام بأي اعتداء على شعبنا على قطاع غزة سترى كل القائمة العربية الموحدة وعلى رأسها مازن غنايم، خارج الائتلاف الحكومي. هناك خطوط حمراء لا نسمح بتجاوزها. غزة خط أحمر ولبنان خط أحمر، ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر».
وسارع رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو إلى نشر هذه التصريحات بالصوت والصورة، على حساباته في الشبكات الاجتماعية، مضيفاً إليها تعليقاً جاء فيه: «النائب مازن غنايم يقول إنهم سيسقطون الحكومة إذا هاجمت حكومة بنيت لبيد في غزة. هكذا تبدو الحكومة السيئة تهدد أمن إسرائيل». وراح قادة المعارضة الآخرون يهاجمون بنيت ويتهمونه بأنه أقام حكومة «فشل أمني خطير». وقال حزب نتنياهو «الليكود»، إن «هذه الحكومة لن تستطيع حماية أمن إسرائيل لأنها متعلقة بإرادة منصور عباس واليسار الراديكالي.
وخرج وزير الأمن الداخلي، عومر بارليف، وهو من قادة حزب العمل، يدافع عن الحكومة: «أقوال غيداء ريناوي زعبي ومازن غنايم مقلقة ولكن هذا لا يعني أننا سنسمح بأي خلل أمني، فإذا اضطررنا إلى الخروج لعملية ضد حزب الله أو إيران فسيكون معنا غالبية أعضاء الكنيست، وسنكون في إجماع قومي واسع». وقال النائب نير أوروباخ، رئيس كتلة حزب «يمينا» الذي يترأسه نفتالي بنيت، إن «المعايير التي تحكم قرارات الحكومة العسكرية هي معايير أمنية صرفة، وقراراتنا ليست بأي حال ذات معايير حزبية».
ورغم هذا الدفاع، فقد تركت هذه التصريحات أثراً بالغاً على الأجواء في الائتلاف الحكومي، إذ إن هناك صعوبة حقيقية لدى النواب العرب واليساريين في تأييد الحرب. ولكن رئيس الوزراء، بنيت، وشريكه في قيادة الائتلاف رئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية، يائير لبيد، حاولا تهدئة الأجواء بالقول، إنهما «سيعالجان هذا الخلل بما يستلزم من حكمة وصرامة»، وإنه «من المؤكد أن الحسابات الحزبية لن تمنع الحكومة من اتخاذ القرارات السليمة في الشأن الأمني».
قد يهمك ايضا
الجيش الإسرائيلي يطلق طلقات نارية تحذيرية على حدود لبنان
استغراب فلسطيني لـ "الصمت الدولي" على الانتهاكات الإسرائيلية