الرباط - الدار البيضاء
استنفرت السلطات العمومية المغربية ، الأحد، مختلف عناصرها لإخماد حرائق اندلعت بالمطرح الجماعي التابع للجماعة الترابية سبت أولاد النمة وتسببت في تفاقم معاناة الساكنة جراء موجة الحرارة التي تضرب المنطقة خلال هذه الأيام.وعاينت عناصر الوقاية المدنية وعمالا تابعين للجماعة الترابية وأعضاء بالمجلس الجماعي، من ضمنهم الرئيس، وممثلي السلطات، وهم بالمطرح الجماعي يعضضون الجهود المبذولة لإخماد النيران التي حولت أدخنتها سماء المنطقة إلى سحابة سوداء، من خلال استعمال مياه شاحنات صهريجية كبيرة.وفي تصريح ، قال الخياري نور الدين، مستشار جماعي رئيس جمعية مهتمة بالبيئة، إن أدخنة المطرح حولت حياة السكان القاطنين بأغلب أحياء المدينة والقرى المجاورة إلى جحيم، وضاعفت من معاناتهم التي اشتدت حدتها مع ارتفاع درجة الحرارة بالمنطقة ككل.
وأشاد المتدخل بموقف عناصر الوقاية المدنية وعمال الجماعة الترابية الذين لم تمنعهم الحرارة المفرطة من اقتحام المطرح والعمل طوال ساعات من أجل راحة المواطنين، مشيرا إلى أن الوضع “يقتضي انخراط كافة من يتسابقون على الانتخابات المقبلة لإيجاد حلول ناجعة”.
وعبر المستشار الجماعي عن اعتذاره للساكنة، موردا أن “المجلس الجماعي فشل في إيجاد حل لهذ الكارثة البيئية، جراء إكراهات عدة تفوق إمكانياته”، وهو ما يتطلب، بحسبه، تدخل من وصفهم بـ”المسؤولين” لإيجاد حل عاجل لمعاناة الساكنة.وأضاف الخياري أن تواجد المطرح بالقرب من التجمعات السكنية، “يشكل في الواقع جحيما للسكان، حيث بات حديث عامة الناس يقتصر عن المطرح والروائح الكريهة، وعن شراء الأدوية وكابوس الأدخنة التي تغطي سماء المنطقة بسبب تسرب الغازات السامة إلى البيوت، وعن أحداث الاختناقات والأمراض الجلدية”.
وأبرز أن “معاناة الساكنة القريبة من المطرح تزداد أكثر كلما تم تجميع النفايات وقلبها بواسطة الجرافات، ما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة والغازات الناتجة عن التفاعلات بين مكونات النفايات”.يشار إلى أن الساكنة لا تشكو فقط من أدخنة النيران المنبعثة من المطرح الجماعي، إنما أيضا من ضعف صبيب مياه الشرب وانقطاعاته المتكررة، ما خلف موجة استنكار وغضب في صفوف العديد من الفعاليات المهتمة بالشأن العام، التي ترى في انقطاع هذه المادة الحيوية تزامنا مع موجة الحرارة استهتارا بالمواطنين وضربا لحقوقهم.
وفي تعليقه على الوضع، تعهد رئيس المجلس الجماعي بلكاسم الوستيتي لساكنة سوق السبت بحل هذا المشكل الذي يتكرر كلما ارتفعت درجة الحرارة “في غضون 10 أيام”، مشيرا إلى أن “الشركة التي نالت الصفقة وضعت ضمن استراتيجيتها برنامج عمل سيبدأ بعد 10 أيام تقريبا، يتضمن إجراءات واقعية للحد من التلوث البيئي، بما في ذلك نيران المطرح وروائحه”.وقال بلكاسم: “إن وجودي رفقة أعضاء من المجلس بالمطرح في وقت الظهيرة وتزامنا مع موجة الحرارة التي تصل درجتها إلى 47، كفيل بأن يعبر بحق عن موقفي من هذا الوضع الذي ترافعت عنه أكثر من مرة، لكن في ظل بعض الإكراهات، استحال على الجماعة بلوغ مرحلة تدوير وتثمين النفايات المنزلية”.
قد يهمك ايضا:
العثور علي جثة شخص تستنفر السلطات المغربية في أزيلال
"غرين بويز" يُطالب السلطات المغربية بالسماح بتنقل أعضاء قافلة "الدفء"