دمشق - سانا
غصت قاعة مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق بعشاق الفن السابع لحضور فيلم افتتاح مهرجان "أفلام حديثة من الشركات العالمية" والذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما بدعم من وزارة الثقافة حيث كانت افتتاحية هذه التظاهرة السينمائية أمس بفيلم "الكلمات" والذي لعب بطولته كل من برادلي كوبر ودينيس كوايد وجيريمي أيرونز وحققه للشاشة الذهبية براين كلوغمان و لي شترنسال. ويروي فيلم الكلمات حكاية الأديب كلاي هاموند الذي حصد نجاحاً كبيراً بعد نشر روايته الجديدة ذا ووردز الكلمات حتى قرر قراءة الجزء الأول والثاني منها أمام مجموعة من المعجبين داخل قاعة خاصة وتتمحور هذه الرواية حول كاتب شاب اسمه روري جانسن حلمه الوحيد هو نشر رواية من تأليفه تنال نجاحاً كبيراً لكن جميع محاولاته تبوء بالفشل إلى أن يقرر في يوم من الأيام السفر إلى باريس لتمضية شهر العسل ليدخل صدفة محلاً لبيع القطع والأغراض القديمة فتعجبه حقيبة من الجلد ما يدفع زوجته لشرائها له كهدية.. ويحكي الفيلم أنه لدى عودة الكاتب الشاب إلى وطنه يكتشف هذا الأخير نصا لرواية رائعة أبطالها جندي أميركي وشابة فرنسية التقيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد قراءة هذا النص الدرامي وتأثر روري بأحداثه يقرر هذا الأخير طباعته على الكمبيوتر المحمول الخاص به ومن ثم الإدعاء بأنه هو كاتبه بتحويله إلى كتاب عنوانه ذا ويندو تيرز حيث يوصله هذا الكتاب إلى الشهرة التي كان يطمح إليها بسرعة صاروخية إلى أن يلتقي روري بصاحب الرواية الأصلي. وتميز فيلم "الكلمات" بالسيناريو الذي نقل المشاهد من مكان إلى آخر راسماً الشخصيات بشكل ملفت ومفصل إضافة إلى الأداء العالي للممثلين دينيس كوايد وبرادلي كوبر وجيريمي أيرونز بالإضافة إلى الإخراج ومعالجة ألوان الصورة عند الانتقال من حقبة لأخرى وفق مونتاج حافظ على إيقاع درامي مشوق تتوالد فيه الأحداث بين ثلاثة أزمنة جعلت الشريط السينمائي اختزالاً ذكياً لمدن وأحداث وشخصيات وصراعات متواترة على الشاشة. ويستمر مهرجان "أفلام حديثة من الشركات العالمية" حتى السابع والعشرين من شهر آذار الجاري حيث يقدم يومياً وبدعوة مفتوحة لكل عشاق السينما أكثر من 75 فيلماً من أحدث إنتاجات الاستديوهات السينمائية العالمية إذ يعرض المهرجان ثلاث حفلات يومياً تبدأ الأولى عند الساعة الثانية عشرة ظهراً والثانية عند الثانية والنصف بعد الظهر والثالثة عند الساعة الرابعة والنصف عصرا. وقال الناقد محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما أنه رغم مقاطعة بعض الشركات السينمائية للمؤسسة إلا أننا استطعنا أن نؤمن فرصة كبيرة لعرض معظم الأفلام المهمة في سوق الفيلم الدولي حيث تعمل المؤسسة لإقامة تظاهرة سينمائية كل شهرين مرة منذ توقف دورات مهرجان دمشق السينمائي وقد بدأنا هذا العام بتظاهرة "فن وتجربة" والآن تظاهرة "أفلام حديثة" وفي شهر أيار القادم لدينا تظاهرة مهمة للغاية هي تظاهرة الفيلم التلفزيوني التي ستضم من 70 إلى 75 فيلماً وهي تظاهرة مخصصة للأفلام التي حققت جماهيرية واسعة على محطات العرض التلفزيوني والتي تقوم شركات سينمائية دولية بترويجها وتوزيعها على صالات السينما في كل أرجاء العالم وتقوم هذه النوعية من التجارب السينمائية على موضوعات بسيطة وتكلفة مادية محدودة ولا تعتمد على أسماء المشاهير من نجوم السينما العالمية. وأوضح الأحمد أن "مهرجان أفلام حديثة من الشركات العالمية" هو بمثابة تعويض عن غياب مهرجان دمشق السينمائي حيث تعمل المؤسسة على إقامة مثل هذه التظاهرات على مدار العام رغبة منها بإطلاع عشاق السينما على آخر إنتاجات الفن السابع في العالم وهذا تطلب من المؤسسة جهدا إضافيا سواء في استقدام الأفلام أو الحصول على حقوقها أو حتى ترجمتها التي ستكون على درجة عالية من الدقة والوضوح حيث توفر مثل هذه الفعاليات شروط مشاهدة بتقنية بصرية عالية وبترجمة ذات جودة أعلى مما هي عليه في الأقراص المدمجة والمقرصنة من على شبكة الإنترنت. ويقدم المهرجان فرصة استثنائية للمهتمين والمشتغلين في السينما للإطلاع على آخر التجارب والتيارات السينمائية حيث يقدم اليوم الاثنين ثلاثة أفلام هي غاتسبي العظيم وفيلم أليكس كروس وفيلم داخل الظلام بينما يقدم غداً الثلاثاء فيلم رجل الفولاذ وفيلم طفل الورق وفيلم ما وراء الأرض إذ حرصت هذه الفعالية على إرضاء كل أذواق الجمهور من أفلام تجارية وأفلام مرشحة للأوسكار إضافة لأفلام تشويق ورعب وخيال علمي.