غزة ـ أ.ف.ب
تقوم حركة حماس بانتاج فيلم روائي يتناول فصول قصة اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، في محاولة لاظهار صورة إيجابية عن الحركة، واثارة الطابع الانساني لقضية الاسرى الفلسطينيين في سجون اسرائيل، لكن نقص الموارد المالية قد لا يرقى بهذا الفيلم الى مستوى الحدث الكبير. ويشارك في الفيلم الذي رصدت وزارة الثقافة في حكومة حماس 320 الف دولار لانتاجه، اربعون ممثلا فلسطينيا بينهم 12 ممثلة من غزة. وبعناية، اختير الشاب محمد كريرة صاحب الملامح القريبة من شاليط للقيام بدور البطولة بعدما خضع لتدريبات متنوعة. ويقول محمد العرعير المسؤول في وزارة الثقافة "طرقنا كل الابواب لتمويل فيلم شاليط الذي يعزز سينما المقاومة، لكن ظروف الحصار حالت دون ذلك". وقدر ماجد جندية وهو مخرج الفيلم تكلفة الفيلم الحقيقية "بما يتناسب مع الحدث الكبير" بحوالى 2،5 مليون دولار، وقال "للاسف فان تخفيضها لعدم توافر التمويل قد ينعكس سلبا على جودته". واضاف "كان يفترض ان تمول وزارة الثقافة الايرانية فيلم شاليط لكن توتر العلاقة بين ايران وحماس بسبب الموقف من سوريا ادى الى وقف الدعم". وتدعم ايران نظام الرئيس بشار الاسد فيما تقف حماس الى جانب المعارضة. وبالتزامن مع مرور خمس سنوات على الحرب الاسرائيلية الاولى على غزة، بدأ في كانون الاول/ديسمبر تصوير المشاهد الاولى من فيلم شاليط ومدته تسعون دقيقة، وهو يحمل اسم "الوهم المتبدد" نسبة للهجوم المسلح الذي نفذه مقاتلون من حماس و"جيش الاسلام" و"لجان المقاومة الشعبية" واسر خلاله شاليط، (19 عاما)، في غرفة صغيرة في مبنى وزارة شؤون الاسرى في غزة. وحولت الغرفة الى زنزانة اسرائيلية مظلمة يجرى فيها التحقيق مع احد مقاتلي حماس ويدعى مصطفى معمر والذي اعتقله الجيش الاسرائيلي قبل يوم واحد من اسر شاليط،. وقد احيط هذا الشاب، الذي لم تحرره صفقة التبادل، بجنود اسرائيليين يسابقون الزمن للحصول منه على معلومات لاحباط هجوم مفترض. ويقوم بدور معمر الممثل محمد راضي (21 عاما) وهو يرتدي زي السجن وقد انتهى للتو من وضع الماكياج حيث بدا مربوطا بسلاسل حديدية. ويسلط جندية الضوء على "الوان التعذيب" ضد الاسرى الفلسطينيين حيث يقوم المحقق الاسرائيلي في المشهد بوضع رأس الاسير في وعاء بلاستيكي مملوء بالماء الساخن لانتزاع معلومات منه. ويؤدي دور المحقق الاسرائيلي الممثل محمد ابو القمصان، وهو نجل اسماعيل ابو القمصان ابرز قادة "لجان المقاومة الشعبية" الذي اغتالته اسرائيل قبل سنوات. وكشف المخرج جندية البالغ 46 عاما والذي درس الاخراج في المانيا ان غالبية الممثلين "متطوعون"، مضيفا "راتب بطل الفيلم لا يزيد عن الفي شيكل (570 دولار تقريبا) شهريا". وسبق ان اخرج جندية فيلم "عماد عقل" عن أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس. ويتضمن الفيلم مشاهد مثيرة ومفاجآت "لم يروها شاليط، ولا المقاومة من قبل" عن عملية الاسر وكيفية تعامل الخاطفين معه والاماكن التي عاش فيها ونقل اليها، حسب جندية. وقال جندية وهو كاتب السيناريو، ان فيلمه "تحريض مباشر لخطف جنود اسرائيليين لمبادلتهم بالاف الاسرى في سجون الاحتلال". واضاف "رسالتنا ان ينتبه العالم للاسرى المعذبين، وان المقاومة الفلسطينية مشروعة لاطلاق سراحهم". ويتيح الفيلم معرفة بعض الاماكن "الحساسة" التي نقل اليها شاليط في غزة وفق ما يقول محمد المدهون وزير الثقافة في حكومة حماس. ويرى المدهون ان "الفيلم رسالة بليغة للغرب بخطاب انساني، وهو نقلة نوعية في توثيق تاريخ نضال شعبنا (..) والبعد الانساني الحضاري للتعامل مع الاسرى". ويلمح المدهون الى "تواصل دائم تم مع والد شاليط" منوها "اذا كنا بحاجة للاستزادة من شاليط اوغيره فامكانية التواصل موجودة" دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل. غير ان نعام شاليط والد الجندي الاسرائيلي رفض التعليق على الفيلم، وقال "لا اريد ان أدخل في كلام مع حركة حماس، الموضوع أصبح وراءنا". ويتوقع العرعير انجاز فيلم شاليط في حزيران/يونيو القادم. ومنذ احرقت مجموعات اسلامية متشددة دور السينما في غزة في 2001، لا توجد صالات سينما في القطاع الفقير والمحاصر منذ سنوات والذي يسكنه 1،8 مليون نسمة، رغم ان غزة شهدت ازدهارا للسينما في خمسينيات وثمانينيات القرن الماضي. وسيعرض الفيلم عن اسر شاليط على الارجح في قاعات تابعة لمؤسسات ثقافية لقليل لا تزال تنشط في قطاع غزة.