رام الله - وفا
عرض مركز خليل السكاكيني، بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي، مساء الأربعاء، فيلم 'جيرافادا' الزرافة، للمخرج الفلسطيني راني مصالحة. وأحداث الفيلم مستوحاة من وقائع حقيقية جرت اثناء اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلي لمدينة قلقيلية في العام 2002، وخلال الهجوم نفقت إحدى الزرافات الموجودة في حديقة الحيوان في المدينة. والفيلم من بطولة صالح بكرى، رشدى زيم، أحمد بياطره، محمد البكرى، والفرنسية الورد كليرمون، حبكة الفيلم حول ياسين الطبيب البيطرى الذي يعيش وحيدا مع ابنه زياد ابن العشر سنوات، وهو مرتبط ارتباطا كبيرا بزرافتين في حديقة الحيوان في قلقيلية حيث يعمل والده، لكن تموت الزرافة الذكر أثناء الاجتياح الاسرائيلي للمدينة. ويحارب ياسين مع ابنه، والصحفية الفرنسية الورد من أجل جلب زرافة ذكر، لأن الأنثى ترفض الأكل، ولن تظل حية إلا إذا وجد لها رفيق جديد، في حين أن حديقة الحيوان الوحيدة التي تستطيع إمدادهم بذلك موجودة في تل أبيب، حيث ينجحون في تهريب الذكر إلى قلقيلية. الفيلم يصور الأوضاع في مدينة قلقيلية والضفة الغربية بشكل عام، أثناء الانتفاضة الثانية، من خلال رحلة الزرافة 'روميو' من تل أبيب إلى قلقيلية، حيث يصور الفيلم مشاهد للجدار العنصري الذي اقامته قوات الاحتلال في عمق الضفة الغربية وقضم مساحات واسعة من أراضي الضفة، إضافة إلى الحواجز العسكرية الإسرائيلية المشددة، إضافة إلى أوضاع الشباب والأطفال في بداية الانتفاضة، حيث خرج الطفل زياد بعد نفوق ذكر الزرافة 'براوني' يلقي الحجارة على جنود الاحتلال مع أطفال آخرين رغم اعتراض والده على ذلك. وقال المخرج مصالحة: 'أردت صنع فيلم بطريقة مختلفة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لذلك ركزت على موضوع الزرافة لأنها تظهر وجود الإنسان، وأيضا عمل مقارنة مع الجدار العازل الذي بنته إسرائيل ليس فقط بين الفلسطينيين وإسرائيل بل بين المدن الفلسطينية'. وأضاف 'واجهت في البداية صعوبة في تمويل الفيلم، لذلك تم العمل بشكل مشترك مع منتج الفرنسي ومنتجين من إيطاليا وألمانيا، وهكذا تم التصوير بكاميرا فرنسية فيما تمت عمليات المونتاج في إيطاليا، بينما اشتغلنا على الصوت في ألمانيا، وقد قمنا بتصوير مشاهد دخول الزرافة إلى مدينة قلقيلية في استوديو في ألمانيا مع زرافة مدربة، لصعوبة تصوير مشاهد طبيعية عند الجدار، وتم مزج المشاهد عبر شاشات الكروم العملاقة. يشار إلى أن المخرج راني مصالحة يعيش في فرنسا، وهو بالأصل من بلدة دبورية بأراضي الـ48، وبدأ عمله السينمائي في شركة 'مصر العالمية للأفلام' مع المخرج الكبير يوسف شاهين وشركائه كمساعد منتج، كما عمل مع المخرج رشيد بو ضياف في فيلمه 'الخارجون عن القانون'، وعمل كذلك مع المخرج هنري سليم وبراون دمونت، وقدم فيلمه القصير 'إلفيس من الناصرة'.