الجزائر - وكالات
بمناسبة افتتاح سهرات ليالي "ألف نيوز ونيوز"، قدم المخرج "مناد مبارك"، بفضاء بلاصتي، فيلمه "لمينيغ" الذي لم تتجاوز مدة عرضه ال16 دقيقة، طرح خلاله موضوع ال "ديليما"، عبر الصراع الداخلي الذي تعيشه شخصيته الأساسية "موسى"، حول وجوب رحيله عن البلد أو بقائه مع والدته المعاقة.في مجتمع منغلق، وظروف عيش صعبة، عائلة مفككة، الأم فيها مقعدة والوالد غائب، تدور أحداث قصة "موسى" شاب يعيش في منطقة نائية ببلاد القبائل، امتهن حرفة النجارة لإعالته ووالدته المعاقة، وسيلته الوحيدة للترفيه عن نفسه هي مقهى الأنترنت في الشارع الذي يسكنه، المكان الوحيد الذي يهرب فيه من واقعه المر خلال حديثه مع أشخاص من "العالم الخارجي". يتردد "موسى" دائما على البحر ليصرخ به ويتخيل كيف ستتغير حياته لو عقد العزم وركب قارب "الحرقة"، إلا أنه يبقى دائما مقيدا بأمه العاجزة، ليسألها في نهاية الفيلم أمام البحر "أستسامحينني لو ذهبت؟" الأمر الذي يجعلك تتساءل إن كان الفتى قد عقد عزمه هذه المرة ليقوم بالأمر، أم أن هذه الجملة مثل سابقاتها مجرد أفكار وأماني؟ فيلم "لمينيغ" الناطق باللهجة الأمازيغية الذي يعني "النزوح"، هو عبارة عن لقطات متقطعة تصور تسلسل أيام شخصيات الفيلم، هو أشبه بكليشيه صامت لصور متحركة، صمت تقطعه كل مرة أصوات نقر، أو صرير باب، غناء الأم أو تراطم الأمواج... الفيلم القصير يصور أحلام الأشخاص الذين يعيشون حياة مغلقة لا أمل فيها، شباب ضاعت حياتهم، أصبح حلمهم الوحيد الهروب إلى "فرنسا" التي تمثل العالم الخارجي لهم، والزواج بمواطنة أصلية ليبنوا حياتهم التي لطالما حلموا بها، إلا أن حياتهم اليومية ومسؤولياتهم تبقى دائما مركز الصراع الداخلي والديليما التي يعيشونها. في نقاش دار حول الفيلم، اعترف المخرج أنه غير راض عن عمله لأنه يريد التوغل أكثر في هذا الموضوع، وأكد أن الصمت الرهيب الذي غلف الفيلم هو في الأصل متعمد، وأنه "صمت صاخب يقول كل شيء دون كلمات"، كما أكد "مناد مبارك" أنه ضد استخدام الموسيقى لملء الفراغ الموجود في العمل السينمائي كون الموسيقى "شخصية قائمة بحد ذاتها في الفيلم واستخدامها لملء الفراغ هو جريمة في حق الفن".