بيروت ـ وكالات
بعد فوزه بالجائزة الكبرى في مهرجان مراكش الدولي للفيلم بالمغرب في الدورة الثانية عشرة من السنة الماضية، حصد فيلم ‘الهجوم’ للمخرج اللبناني ‘زياد الدويري’ جائزة الجمهور وجائزة النقاد الخاصة، وجائزة (Coming soon) في الدورة السابعة عشرة من مهرجان ‘كول كوا’ للفيلم الفرنسي في هوليوود لهذه السنة. وكول كوا (COLـCOA) هي اختصار ‘مدينة الأنوار، مدينة الملائكة’ (City of Lights, City of Angels). الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى، من إنتاج فرنسي لبناني قطري وبلجيكي مشترك، يصور خلفيات الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مقتبس من رواية ‘الصدمة’ للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا. وهو الاسم المستعار للكاتب الجزائري ‘محمد مولسهول’ والإسم المستعار هو الاسم الكامل لزوجته. ولد بتاريخ 10 يناير 1955 بالقنادسة في ولاية بشار الجزائرية، يكتب باللغة الفرنسية منذ الثمانينات، وبحكم عمله بالجيش اضطر إلى توقيع أعماله باسم مستعار. الفيلم خلق جدلا واسعا كما خلقته من قبل الرواية المقتبس منها ‘الصدمة’ التي بيع منها عند صدورها أكثر من خمسمائة ألف نسخة، حيث رأى بعض النقاد أنها تدين العمليات الفلسطينية في حين أنها تغض الطرف عن الممارسات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، رغم أن صاحب الرواية ظل ينفي ذلك بدليل أن الرواية لم ينظر إليها الصهاينة بعين الرضا. وأكد المخرج لوسائل الإعلام عقب فوز فيلمه إلى أن تقديمه وجهة نظر الموقف الإسرائيلي ليس تعاطفا معه، بل من أجل دعم مشروعية الموقف الفلسطيني والدفاع عنه. الفيلم يحكي عن طبيب جراح إسرائيلي الجنسية من أصل فلسطيني اسمه أمين جعفري، علماني مشبع بثقافة العصر، يعيش في تل أبيب حياة طبيعية ملؤها الحب والتفاهم مع زوجته سهام، يتوقف انسياب مجرى حياته عندما تخبره الشرطة الإسرائيلية بتورط زوجته في عملية انتحارية في أحد المطاعم في تل أبيب تودي بحياة مجموعة من الضحايا. لم يصدق جعفري ضلوع زوجته في العملية، إلى أن يتسلم رسالة من زوجته كانت قد كتبتها تعترف له فيها بأنها ستقوم بالعملية الانتحارية. فيقرر السفر إلى الأراضي الفلسطينية للاتصال بالأشخاص الذين جندوها للبحث عن الأسباب التي دفعتها للإقدام على هذا الفعل. وهناك يكتشف وضعا مزريا يعيشه الشعب الفلسطيني بشكل يومي. وللإشارة فميزانية الفيلم لم تتجاوز 1.5 مليون دولار، وصورت بعض مشاهده في إسرائيل، واعتمد المخرج على مواطني عرب 48 لتشخيص بعض الادوار لإتقانهم العبرية.