باريس - الدار البيضاء اليوم
بُغية احتواء موجة "الغضب" التي اجتاحت العالم العربيّ والإسلاميّ عقبَ تصريحات الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول "أزمة الإسلام" في أوروبا، يقومُ وزير خارجية فرنسا حاليًا بزيارة رسميّة إلى المملكة، حاملًا معه ملفّات الدّبلوماسية والأمن والاقتصاد.والتقى جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، أمس الاثنين، نظيره المغربي ناصر بوريطة، في زيارة هي الثّانية من نوعها في ظرف سنة. كما التقى المسؤول الفرنسي أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في إطار جهود التفسير وتنقية الأجواء التي تباشرها فرنسا لشرح موقفها من الدين الإسلامي.
وتعيشُ العلاقات المغربية الفرنسية أزهى فتراتها بعد توقيع سلسلة من الاتفاقيات ذات الطّابع الاقتصادي عقب الزّيارة التي قامَ بها وفد حكومي مغربي رفيع المستوى إلى باريس خلال الشّهر الماضي، كما تمّ التوقيع على عقد شراء أسلحة فرنسية ستعزّز المنظومة العسكرية المغربية.وأشاد لودريان بدور المغرب في حلحلة النزاع الليبي من خلال حوارات بوزنيقة، وهنأه على مجهوداته لإعادة الحوار السياسي الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، لكنه قال إن التفاؤل في ليبيا يبقى حذرا من خلال تجارب دولية سابقة.ويرى مصطفى الطّوسة،
المحلّل السّياسي المقيم في باريس، أنّ "توقيت زيارة لودريان إلى المغرب مهم جدًّا، لأنه يأتي في وقت تعرّضت فيه فرنسا أوّلًا لهجمات إرهابية شنيعة، وثانيًا لحملة مقاطعة من طرف الحركات الإسلامية المتطرفة في العالم"، موردًا أنّ "فرنسا تقوم حاليا بشرح موقفها بالقول بأنّها لا تحارب الإسلام بقدر ما تحارب الإرهاب".واعتبر المحلّل المتخصّص في الشّؤون الفرنسية أنّ "هذه الرّسالة بالذّات حملها وزير الخارجية الفرنسي إلى الرّباط، كما أنّ هناك مواضيع يحتمل أن يكون المسؤول الفرنسي تطرّق إليها مع نظيره المغربي،
من بينها استعداد المملكة لاستلام المتطرّفين المغاربة الذين تحاولُ فرنسا إبعادهم".وشدّد الطوسة على أنّ "وزير خارجية فرنسا سيحاول إقناع المغرب بأن يكون متجاوبا مع الطّلب الفرنسي في ما يتعلّق بالمتطرّفين الدينين، خاصة وأنّ هذا الملف الأمني سيضع العلاقات المغربية الفرنسية على المحكّ".وأورد المحلل ذاته أنّ "تنظيم إسلام فرنسا والهيئات التي يمكن أن تلعب دورا في هذا الحقل، من المواضيع التي تهمّ السّلطات الباريسية، خاصة وأن فرنسا تعيش جدلا بشأن إيجاد محاور وممثل للجاليات المسلمة الفرنسية، وهي بذلك تبحث عن محاور لتجاوز الأزمة الحالية".
قد يهمك ايضا:
ماكرون يهنئ بايدن بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية
بوتين وماكرون قلقان لإقحام متطرفين من الشرق الأوسط في نزاع قره باغ