نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
انطلقت، السبت، في العاصمة الموريتانية، حملة من أجل مكافحة الملاريا والكوليرا، على عموم التراب الوطني، تستمر لمدة 20 يومًا، منظمة من طرف وزارة الصحة الموريتانية، بالتعاون مع القطاعات الوزارية المكلفة بالتنمية الريفية والبيئة، بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في موريتانيا. وذلك تحت إشراف وزير الصحة با حسينو حمادي ووزير التنمية الريفية إبراهيم ولد أمبارك ولد محمد المختار والوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالبيئة والتنمية المستدامة آمادي كامرا. وعمد الوزراء إلى رش مستنقع المياه الآسنة - القريبة من المستشفي، الذي أجري به حفل الانطلاقة في العاصمة - بالمبيدات الحشرية، إيذانًا بانطلاق الحملة. وأكد وزير الصحة با حمادي أن "الهدف من هذه الحملة هو تعقيم مياه الشرب ورش المستنقعات بالمبيدات"، مؤكدًا أن "قطاعه لن يدخر جهدًا من أجل تحقيق أهداف الألفية الصحية في أفق العام 2015"، مشيرًا إلى أن "جاهزية واستعداد الفرق المتنقلة لمكافحة البعوض ومدى تجهيزها بالمعدات اللازمة، التي قدمت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الكثير منها". ويقول الوزير: ستسهم هذه المساعدة في تفادي مخاطر الملاريا والكوليرا، داعيًا الجميع إلى "تضافر الجهود لخلق روح من التكامل من خلال تبادل الآراء والتشاور المستمر بين المشرفين والمباشرين لها، لضمان مردودية أكثر ونتائج أدق"، مطالبًا بـ "إجراء لمسح شامل لكل خزانات الصرف الصحي في المنازل ومستنقعات المياه الراكدة، لتسهيل عملية الرش الميداني". وبدوره أكد ممثل اليونسيف في موريتانيا جان بيير باتيست أن "منظمته ستعمل دائمًا على دعم موريتانيا في مجال الصحة"، مثمنًا "الدور الذي تقوم به الحكومة الموريتانية في المجال الصحافي"، مشددًا على "ضرورة التكاتف من أجل إنجاح الحملة التي تتركز حول الوقاية من أكثر الأمراض انتشارًا وفتكًا"، مضيفًا أن "السلطات الموريتانية تتابع عن كثب هذه الحملة التي يجب أن تجرى بصورة جيدة، وأن تحقق الأهداف المتوخاة من ورائها". هذا وأكد القائمون على الحملة أنه "تم تجهيز فرقتين لكل مقاطعة من مقاطعات نواكشوط بما فيهم مجموعه 18 فرقة وتخصيص 90 فرقة أخرى لعموم المناطق الموبوءة، التي ستبدأ فيها الحملة خلال الأيام المقبلة، وخصوصًا المياه الراكدة التي تنتشر في مختلف المناطق بسبب الأمطار التي شهدتها موريتانيا خلال الشهر الجاري، الأمر الذي يشكل ملاذًا للعديد من مسببات الأمراض وخصوصًا الكوليرا والملاريا". وصرح المشاركون في الحملة أن "عملية الرش جوًا ستبدأ في الأيام المقبلة، في المناطق الريفية النائية في شرق موريتانيا وجنوبها"، مطمئنين أنه "تم اتخاذ كافة الإجراءات لإنجاح هذه الحملة"، داعين المواطنين إلى "اتخاذ الحيطة وتجنب الأماكن، التي يتم رشها بهذه المبيدات ذات الطبيعة الكيميائية وخصوصًا الأطفال"، موضحين أن "الوزارة اتخذت احتياطاتها في هذا الشأن"، كما وجهوا نداء إلى كل المواطنين لـ "المشاركة في الحملة لإنجاحها وتعزيز الوعي، لضرورة الوقاية من هذه الأمراض". جدير بالذكر أن وزير الصحة الموريتاني با حسينو حمادي قال: إنه يوجد بها ما يزيد على 250 ألف حالة مصابة بالملاريا تسجل سنويًا، مؤكدًا أن "الضحايا الرئيسيين لهذا المرض هم الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل".