واشنطن ـ وكالات
الغذاء الأساسى للطفل ليس الطعام والشراب فحسب، وإنما هو الأمان والحب والحنان، لذا فإن الأطفال "مجهولى النسب" والذى يعرفهم المجتمع بـ"اللقطاء" يحتاجون إلى الرعاية المعنوية أكثر من توفير المسكن والمآكل وبشكل مضاعف عن الأطفال الذين وجدوا فى بيئة طبيعية بين أبويهم وأخواتهم، وإلا تعرضوا للعديد من الاضطرابات، هذا ما تؤكد عليه الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، حيث تشير إلى أن تلك الأمراض تتمثل فى: 1- يعانى أكثر من 90% من هؤلاء الأطفال من التبول اللإرادى بسبب التعرض للقهر والخوف، وهذا ما كشفت عنه الدراسات النفسية الخاصة بهؤلاء الأطفال. 2- إصابة الكثير منهم بداء السرقة. 3- "التحدى العارض"، حيث يقاوم الصغير كل الأوامر التى تصدر له من قبل الكبار والمسئولين عن رعايته، فمثلا يرفض الانصياع بأن ينام، أو يقوم لمراجعة دروسه مثلا. 4- إصابة الصغير بالاكتئاب بسبب الشعور الحاد بأنه "لا جذور له"، مما يترتب عليه الخوف الشديد من إهمال المؤسسة التى تقوم برعايته أو أن الأسرة البديلة قد تلفظه وتتركه مشردا فى الشوارع. 5- " كل مرض نفسى له استعداد وراثى" بما يعنى أن هؤلاء الأطفال معرضين لتفاقم المشكلات النفسية التى حملوها من خلال جيناتهم الوراثية وليس لهم شأن فى ذلك. وتشير الدكتورة هبة إلى أنه من الضرورى أن يتوفر فى الأسرة البديلة أو المؤسسة التى ترعى هؤلاء الأطفال مجموعة من المعايير تساعد على تربيتهم، وضمانا لأن تكون تلك الجهة الراعية للطفل مؤهلة للتعامل معه بطريقة سوية، ولا تضع الصغير تحت ضغوط نفسية وعصبية، وتتمثل المعايير المناسبة لتلك الجهة فى: - ضرورة خضوع الجهة الراعية لدورات تدريبية نفسية تؤهل المربى على توفير بيئة سوية يعيش فيها الصغير. - يكون المربى على دراية كاملة بالاضطرابات النفسية التى قد يمر بها الطفل. - يجب أن يتوفر فى الأسرة البديلة أو فى القائمين على شئون دار إيواء الصغار القدرة على العطاء، الحب، الأمان، وأن يتمتع المتعاملين مع الصغار بشخصية سوية خالية من الاضطرابات النفسية.