الرباط - الدار البيضاء اليوم
أمام الأرقام المرتفعة التي أصبحت تسجلها المملكة خلال الأسابيع الأخيرة، دقّ مجموعة من خبراء الصحة ناقوس الخطر بشأن "تضاعف" حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، لاسيما أن فصل الشتاء سيتزامن هذه السنة مع الموجة الثانية من الوباء.
وقال البروفيسور إدريس الحبشي، الإطار في معهد "باستور" بالدار البيضاء: "أن نتجاوز 100.000 إصابة، ونصل إلى 2000 أو 3000 إصابة يوميا، فذاك مؤشر على مجموع أقصى رقم من العينات يبلغ 24000 تحليلة يوميا؛ بمعنى أننا أمام أرقام حقيقية أكثر بكثير من التشخيص اليومي الذي مازال يعتمد على الأشخاص ذوي الأعراض والمخالطين، علما أن هناك نسبة أكبر من الساكنة حاملة للفيروس بدون أعراض".
وأضاف الحبشي، في "تدوينة" مطولة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نحن الآن أمام معدل عام يتراوح بين 50 وحوالي 120 إصابة لكل 100.000 من السكان حسب النقط الترابية للمملكة؛ وعليه سيكون العدد الإجمالي أكبر بكثير، فكل تلك الأرقام بحساب رياضي دقيق طبقا لمعادلات خاصة ستتزايد على الأقل إلى حدود شهر أكتوبر".
وتابع شارحا: "خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أننا كنا نسجل في شهر يوليوز حوالي 10000 إصابة، بينما تضاعفت الإصابات إلى حدود اليوم بـ10 مرات خلال 50 يوما، إذ كنا نسجل معدل 10 إصابات لكل 100000 نسمة، بينما نسجل في أقل النقط الترابية 50 إصابة لكل 100000 نسمة؛ أي إن المعدل تضاعف 5 مرات".
ولفت الطبيب المغربي إلى أنه "يرتقب في المدة المقبلة توجه المنحنى بتضاعف الأرقام أعلاه، خصوصا بالمدن الموبوءة، مثل الدار البيضاء، بما في ذلك جميع المؤشرات؛ أي الإصابات والحالات الحرجة والوفيات أيضا"، مستدركا: "لكن تلك الأرقام ليست مقلقة، بل المقلق جدا هو النسبة التي سترفع من عدد الحالات الحرجة؛ وبالتالي ارتفاع الوفيات اليومية رغم استقرار نسبة الفتك العامة".
"لقد سجلنا إلى حدود شهري ماي ويونيو 52 وفاة، بينما سجلنا 102 وفاة في يوليوز، ومنذ نهايته إلى الآن بلغنا 1830 وفاة إجمالا، إذ سجلنا نحو 1500 وفاة في 50 يوما الأخيرة، بمعدل 30 وفاة يومية؛ وهذا هو المؤشر المقلق الذي يؤرق الجميع، لأننا سنتجاوز إمكانياتنا، وسترتفع الحالات الحرجة؛ وبالتالي الوفيات"، يورد المنشور التوضيحي.
وأوضح الإطار الطبي أنه "في ظل المعطيات الإحصائية الرياضية والعوامل القارة والمتحولة الحالية، سترتفع أعداد الوفيات في الأسابيع المقبلة، وستتضاعف الوفيات اليومية التي قد تفوق 60 وفاة يومية؛ وقد تصل إلى 100 وفاة في أسوأ السيناريوهات إذا استمررنا في عدم احترام الضوابط الوقائية والتدبيرية، فثلثها سيكون بجهة الدار البيضاء سطات التي تشكل 20% من سكان المغرب، نظرا لكثافتها السكنية المرتفعة، حيث تشكل الآن ثلث الإصابات اليومية وطنيا وثلث الوفيات".
ومن أجل تطويق الوضع الراهن في "المناطق الموبوءة"، يقترح البروفيسور الحبشي توسيع التشخيص الجماعي المعتمد بتقنية "RT-PCR"، ودعم المختبرات المعتمدة للتشخيص، خصوصا المختبرات العمومية؛ من قبيل مختبرات معهد "باستور"، بآليات إضافية، وتفادي انخفاض مخزون احتياطاته من اللوازم المخبرية بكل أنواعها الخاصة بتحليل كوفيد-19.
كما دعا الإطار الطبي إلى "فتح المجال للمختبرات العمومية، وفتح المجال للراغبين الذاتيين في إجراء التحليل المخبري مباشرة بالمختبرات العمومية لرفع العدد الإجمالي اليومي، والعمل على التعايش مع الفيروس دون خوف ولا تهور، شريطة تطبيق واحترام كل الضوابط الوقائية الاحترازية".
تنضاف إلى ذلك أهمية العمل على تناوب الموارد البشرية بشكل عادل ومنصف للجميع على مسار كوفيد-19 مع العلاجات الأخرى دون استثناء، تبعاً للمصدر عينه، الذي نادى بـ"العمل على التكفل المبكر بعلاج ذوي الأمراض المزمنة، وفتح المجال للتطوع الوطني بعيدا عن الأهداف السياسية، واتخاذ قرارات متناسقة بين أجهزة القطاعات الحكومية المعنية".
قد يهمك ايضا