الرباط - الدار البيضاء
يدقق الأطباء وأخصائيو أمراض السكري توجيهاتهم لمرضاهم بالنظر إلى حساسية عملية الصيام لديهم والمخاطر التي يحتمل أن يتعرضوا إليها بسبب إغفالهم لنظامهم العلاجي، أو تغيير نمط التغذية.لا يقتصر الاهتمام بمرض السكري وعلاقته برمضان على الدول الإسلامية فقط؛ إذ يتم تنظيم مؤتمرات وتظاهرات سنويا في مختلف الدول الغربية والعربية، بالنظر إلى الأهمية التي يحظى بها الموضوع في ظل الارتفاع المتواصل لعدد المصابين بداء السكري عبر العالم.
وبحسب ما أكدته الدكتورة جميلة غندي، أخصائية في أمراض الغدد والسكري والسمنة، فإن الأطباء يتعاملون مع كل حالة على حدة، دون تعميم. وتبعا لتشخيص الحالة، يتقرر السماح أو عدم السماح بالصيام مراعاة للسلامة الصحية للمريض.وقالت المتحدثة: “ينبغي على كل مريض أن يقوم بزيارة طبيبه على الأقل شهرا قبل رمضان، من أجل تشخيص حالته ومدى جاهزيته للصيام”، مؤكدة توفر الأطباء، خاصة في القطاع الخاص، على خارطة طريق لمعالجة كل حالة على حدة.
وتحيط بمرضى السكري بعض المخاطر لكونهم يتناولون أدوية تخفض نسبة السكر داخل الجسم، وبالتالي ففي حالة صيام المريض دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الأدوية اللازم تناولها أو اتباع نظام غذائي معين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وقوع مضاعفات تصل في أخطر الحالات إلى الدخول في غيبوبة. كما يمكن لنسبة السكر أن ترتفع في حالة عدم اتباع نظام غذائي متوازن أو عدم الالتزام بجرعات الدواء بالشكل اللازم.
ونبهت الطبيبة غندي إلى أن المرضى الذين يتلقون حقن “الأنسولين” ثلاث مرات في اليوم، “يصعب عليهم تغيير نظامهم الغذائي واحترام الأوقات بين الوجبات وأخذ الحقنة في الوقت اللازم، وبالتالي لا ينصحهم الأطباء بالصيام. كما أنه في حال كان المريض يعاني من أمراض أخرى كأمراض القلب والشرايين والكلى أو يعاني من عدم انتظام نسبة السكر، فلا يمكنه الصوم نهائيا”.
من جهة أخرى، أوضحت الأخصائية ذاتها أن مرضى السكري من “النوع الثاني” ممن يتألف علاجهم من بعض الأقراص زائد الحمية وجرعة وحيدة من “الأنسلين”، “يمكنهم الصيام شريطة أن تكون نسبة السكر لديهم منتظمة، علاوة على عدم وجود أمراض مصاحبة للسكري ودون إغفال قياس نسبة السكر بشكل دوري طيلة اليوم”.
وعكس ما كان عليه الأمر قبل بضع سنوات حيث كان الأطباء يواجهون بعض المشاكل مع مرضى يرفضون الالتزام بالتوجيهات الطبية التي تمنعهم من الصيام على الرغم من تهديده لصحتهم، لاحظت غندي ارتفاع منسوب الوعي لدى المرضى اليوم، وبالتالي لم يعد من الصعب تحسيسهم بأهمية التخلي عن الصيام حفاظا على صحتهم.
يذكر أن نسب الإصابة بمرض السكري تشهد ارتفاعا على مستوى العالم نتيجة لنمط العيش والتغذية التي تغلب عليها الوجبات السريعة. وبحسب ما كشفت عنه الأخصائية غندي، فإن نسبة الإصابة بداء السكري بين المواطنين المغاربة تفوق 8 بالمئة.
قـــــــــــــــــــد يهمك أيضأ :
التمارين الرياضية تحمي الموظفين من مخاطر أمراض السكري والقلب
عمران خان يؤكد أن التعامل مع إسرائيل بحاجة إلى وحدة جميع الدول الإسلامية