بريغي ـ أ.ف.ب
عندما أوقف هوانيتو لوكسيتيش بتهمة زرع القنب الهندي لمعالجة تصلبه اللوحي، لم يتصور يوما أن قضيته ستصبح فاتحة لمسار تشريع استخدام الماريجوانا لأغراض العلاج في كرواتيا.
ويقول مستذكرا ما جرى معه في احد ايام شهر تشرين الاول/اكتوبر 2014 "كنت اعرف ان ذلك سيجري عاجلا ام آجلا"، فقد دهم عناصر من الشرطة منزله الواقع على ضفاف البحر الادرياتيكي، وضبطوا فيه عشرين كيلوغراما من الماريجوانا.
يحاكم لوكسيتش طليقا بتهمة انتاج الحشيشة وبيعها، علما انه كان يزرعها لاستخدامه الشخصي فقط ولاسباب طبية بحتة. لكنه يواجه عقوبة تصل الى السجن 12 عاما في حال تمت ادانته.
اثارت هذه القضية اهتماما اعلاميا واسعا، ودفعت السلطات الى اتخاذ قرار في تشرين الاول/اكتوبر من العام 2015 بتشريع بيع الماريجوانا لاسباب طبية.
وبذلك دخلت كرواتيا نادي الدول الاوروبية التي تشرع منذ سنوات استخدام الحشيشة لاسباب طبية، مثل المانيا وايطاليا وتشيكيا.
كان لوكسيتيش فتى حين ظهرت عليه اعراض التصلب المتعدد، وهو مرض مزمن لا علاج له يهاجم الجهاز العصبي.
وبعد استنفاد كل العلاجات المعتادة، تحول لوكسيتيش على غرار كثير من المرضى، الى البحث عن وسائل علاجية بديلة.
وكانت نقطة التحول هذه في العام 2011، حين سمع محاضرة للخبير الكندي ريك سيمبسون يشرح فيها مزايا العلاج بالقنب الهندي.
ويقول لوكسيتيش البالغ من العمر 38 عاما "ادركت على الفور ان زيت الماريجوانا هو مفتاح الحل، وانه علي ان اصنعه بنفسي".
وبالفعل، انشأ مزرعته الصغيرة للحشيشة، وبعد ثلاثة اسابيع من تعاطي هذا العلاج، كانت النتائج مبهرة، واختفت تشنجاته العضلية.
واستمر لوكسيتيش بتناول زيت الحشيشة الذي يصنعه في بيته، واستمرت صحته بالتحسن، الى ان اختفت الاعراض تماما.
ويقول "من حقي ان اعيش، وان اساعد نفسي من دون الاضرار بالآخرين"، واصفا ملاحقته امام القضاء بانها "اساءة معاملة مريض".
- محاضرات حول زيت الحشيشة -
يلجأ كثير من الكرواتيين المصابين بالتصلب اللويحي او بامراض السرطان الى العلاج بالماريجوانا، من دون ان يبلغوا بذلك اطباءهم الذين ما زالوا يغضون الطرف عن هذه الظاهرة.
في اواخر العام 2014، اوكلت وزارة الصحة الى لجنة من الخبراء مهمة دراسة هذه القضية، واسفر ذلك عن اتخاذ قرار تشريع هذه المادة للاستخدام الطبي.
ويقول انغيين بربورفيتش رئيس اللجنة لوكالة فرانس برس ان قضية لوكسيتيش كانت السبب المباشر في تغيير القوانين ذات الصلة.
ويقول "لولا تصديه للظلم لما كانت الامور لتتغير".
منذ اقرار القانون الجديد، بات بامكان الاطباء ان يصفوا لمرضاهم عقاقير تحتوي على المادة الفاعلة من الحشيشة "تيتراهيدروكانابينول" (تي اتش سي) في عدد من الامراض، من السرطان والتصلب اللويحي والصرع والايدز.
المشكلة الوحيدة لهؤلاء المرضى حاليا هي ان هذه العقاقير لا يغطيها التأمين الصحي، علما ان المريض يحتاج الى العقار مدى الحياة.
رغم الملاحقات القضائية، يواصل لوكسيتيش نشاطه في الترويج لمزايا زيت الحشيشة، وهو يتلقى اتصالات استشارية من مئات الاشخاص. وبات يعطي محاضرات حول هذا الموضوع.
ومع ان العقاقير الطبية المصنوعة من زيت الماريجوانا باتت متوفرة في السوق، يواصل لوكسيتيش زراعة هذه النبتة في منزله، لاعتقاده بان نوعية الحشيشة المنزلية افضل.
ومهما كانت نتيجة الملاحقة القضائية يعتبر لوكسيتيش انه انتصر في هذه المعركة.
ويقول "لقد تحسنت حالتي وزالت الاعراض"، ويشير الى نبات الحشيشة في حديقة منزله قائلا "انها سر صحتي".