الرباط - الدار البيضاء
وصفت بملاك “الدفئ” من خلال حملاتها التضامنية التي يستفيذ منها عشرات المتشردين في شوارع برشلونة كل سنة ومن جنسيات مختلفة بغض النظر عن العرق واللون والدين، فليست “فاطمة” معنية بهذه الجزئيات وأملها الوحيد ان توفر أكبر عدد من الأغطية والملابس لأولائك الذين أجبرتهم الظروف الإجتماعية والمادية على إفتراش الأرض والتحاف السماء في عز موجة البرد القارس الذي تمر بها جميع المدن الإسبانية، فتلك بداية شهر دجنبر القاسية ستليها دون محالة موجة أخرى أشد قسوة ومحنة يكون فيها متشردوا الشوارع عرضة للنوم تحت الجسور وفي بعض الشوارع الآهلة وفي أحسن الأحوال وسط ممرات الوكالات البنكية التي تتوفر على أجهزة التدفئة.
“فاطمة الراديمي بازي” إبنة العاصمة الإقتصادية للمملكة كرست حياتها في مساعدة المتشردين وتحسيسهم بأدميتهم وإنسانيتهم في وقت تخلى عنهم المجتمع وتركم يصارعون مصيرهم المحتوم دون رحمة ولا شفقة، فهي تلك المرأة التي إستيقظ ضميرها وشعورها تجاه أناس لا يعلم معاناتهم سوى الله ودرجات البرودة التي تنخر الأجساد وتشيب لها الولدان.
“فاطمة” المبادرة إلى فعل الخير وخلق منصة شفافة للمتبرعين إستطاعت ان تكسب ثقة المحسنين والمساهمين في مثل هذه الحملات التطوعية التي من شأنها إنقاذ ألأرواح وإعادة الأمل في أوساط “رواد الشوارع”، فلن ينسى المجتمع الكتالاني مأساة السنة الماضية حينما كشفت فعاليات جمعوية وفاة مهاجرين مغاربة بسبب قساوة البرد والقر لدرجة احرجت السلطات الإسبانية أمام الرأي العام، وصارت موضوع واجهات كبريات الصحف والجرائد الشهيرة.
إستفاذة 36 شخصا من حملة ” دفيني من البرد القارس” جاءت لتبين من جديد روح التضامن والتكافل التي يتسم بهما المغاربة في الداخل والخارج، ومناسبة كذلك للثناء على كل المساهمين فيها، إضافة إلى كونها رسالة مباشرة للتبرع قدر المستطاع من اجل تحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة التي تتوخاها ملاك الدفئ السيدة “فاطمة الراديمي بازي”.
قد يهمك ايضا :
بوريطة يبحث مع بلينكن في واشنطن العلاقات مع "إسرائيل" وقضية الصحراء وتعيين دي مستورا
ناصر بوريطة يؤكد أن المغرب يرفض منطق المساومة الذي تنهجه أوروبا