الرباط - الدار البيضاء
صدر حديثا مؤلف بعنوان “الأسرة في مغرب العصر الوسيط”، للأستاذ الباحث محماد لطيف، عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال.ويسعى هذا الكتاب -حسب التصدير- إلى أن “يكون في صلب هذا التفاعل بين الماضي والحاضر، وفق الإمكانيات المصدرية المتاحة، في موضوع يسائلنا جميعا وبشكل دائم ومتجدد”، لافتا إلى معالجة العديد من الجوانب المرتبطة بالحياة الأسرية في مغرب العصر الوسيط، عبر طرح مجموعة من الأسئلة المحورية النابضة بالإشكاليات المتعلقة بالمفاهيم والخصائص والبنياتوالعلاقات.
ويتناول الكتاب بالتحليل “التحولات العميقة والمطردة التي أصابت النظام الأسري في بنيته وشكله وحجمه، إلى جانب طبيعة العلاقات المتبادلة والمركبة بين أفراده، في جعل مؤسسة الأسرة موضوعا متميزا للبحث والدراسة من قبل الباحثين في مختلف العلوم الانسانية والاجتماعية”.وبحسب الباحث لطيف، “يبدو أن ما صاحب تلك التحولات من مخاضات وتفاعلات وتعديلات في المواد التشريعية والنصوص القانونية المواكبة والمؤطرة لها، دع م هذا الانشغال وأطره”.
وفي خضم هذا الاهتمام الكبير بمؤسسة الأسرة، وتعاظم الإلحاح على فهم المتغيرات المتسارعة التي تستهدفها في الواقع الراهن، أشار أستاذ مادة التاريخ إلى أن المؤرخ “يجد نفسه معنيا، ربما قبل غيره، بهذا الموضوع، لتقديم السياقات الشارحة لمختلف هذه التحولات، والبحث في أصولها التاريخية”.ومستشهدا بمارك بلوك، أكد الأستاذ لطيف أنه “لم يعد بإمكان المؤرخ، أن يخلف موعده مع مهمته في جعل البنيات الممتدة في الزمن الطويل مفسرة لمختلف الظرفيات المستجدة، انطلاقا من وعيه أن موضوع حقله المعرفي ليس هو الماضي في حد ذاته، بل هو الإنسان في الزمن، وما يعتمل سيرورة تطوره من تحولات وتبدلات تطال مختلف جوانب حياته ومحيطه ومعاشه”.