الرباط - الدار البيضاء
اختارت سائحتان فرنسيتان، شارلي واوليفا”، اكتشاف دول إفريقية عبر سيارة رباعية الدفع ومقابلة السكان المحليين وإعداد التقارير عن ثقافات لا يعرفها الجميع، وذلك في إطار مشروع ظلت اوليفيا ورفيقتها تفكران فيه لشهور. وفي هذا الإطار، اختارت الفتاتان اثناء حلولهما بالمغرب المرور عبر ممرات دادس بإقليم تنغير للوصول إلى علو يصل إلى 3000 متر، هناك حيث كان اللقاء مع رحل أمازيغ وصفتهم “اوليفيا” بالكرماء والذين يرفضون أخذ مقابل على عطائهم. وقالت “أوليفيا” وهي تتحدث عن تجربتها مع هؤلاء الرحل “إنها السابعة صباحًا، المنبه يرن. كنا متحمستين للاستيقاظ مبكرًا للاستمتاع بضوء النهار الأول على الجبال من حولنا”
. وزادت “أخرجت رأسي من السيارة التي اتخذناها مكانا للنوم ورأيت رجلاً كان يجلس بجوار حماره، ويرحب بنا من بعيد ويسألنا إذا ما كنا بحاجة إلى خبز، اعتقدنا أنه بائع متجول مثل الكثيرين، لكنه مختلفا تماما،إنه محمد الذي يرفض أموالنا بشكل قاطع ويريد ببساطة أن يقدم لنا خبزه، وفق تعبيرها. وقالت أوليفيا إن محمد الذي يبلغ من العمر 35 سنة كان قد وصل للتو بعد رحلة استغرقت حوالي 3 ساعات من قرية في أسفل الجبل لإحضار ما يلزمه هو ووالده إبراهيم البالغ من العمر 55 سنة والذي يعيش بمفرده أسفل الوادي مع قطيع من الأغنام. وقد قررت الفرنسيتان بعد لحظات مرافقة الشاب الأمازيغي إلى المكان الذي يعيش فيه والد والذي يبعد عن مكان اللقاء بحوالي كيلومترين لاكتشاف المزيد عن حياة الشاب مع والده. قبل مغادرة السائحتين المكان، جاء إسماعيل،
وهو شاب يبلغ من العمر 26 سنة ويعيش في المرتفعات ذاتها، لمساعدة محمد على حمل بضائعه. تعرف اسماعيل على السائحتين وعرض عليهما تناول كأس شاي، على طريقة الرحل، وهو ما رحبت به “شارلي واوليفيا”، إذ ظلتا تراقبان إسماعيل الذي لم تفارقه الابتسامة وهو يحضر الشاي من البداية إلى النهاية. وما أثار إعجاب السائحتين هي القيم النبيلة التي مثلها كل من محمد وإسماعيل اللذين تقاسما ما يملكانه معهما دون انتظار المقابل، حتى ان إسماعيل تقاسما معهما ما يملكه من طعام رغم توجدهما في هذا المكان البعيد.
قد يهمك ايضا
“المستشارون” يرفضون التصويت على تصفية “تقاعد” أعضاء مجلسيْ البرلمان