الرباط - الدار البيضاء اليوم
قال محمد الأشعري، القيادي الاتحادي الأسبق، إن "اليسار، منذ سنوات، يعيش دورات من التقارب والتباعد"، لافتا إلى أنه "يشارك في الانتخابات التشريعية متفرّقا، ويشارك في تجارب تسيير محلية وإقليمية متفرقا كذلك"، ومؤكدا أن "الخطاب اليساري يعرف الصدمة الأخيرة، وهو الوصف الوحيد للتبشير بانبعاث طائر الفينيق من رماده".الأشعري، الذي كان يتحدث خلال ندوة سياسية نظمها حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، السبت بالدار البيضاء، أضاف أن "البلاد ستشهد على بعد أقل من سنة ونصف انتخابات عامة تُشارك فيها نسبة قليلة من الناخبين"، مشيرا إلى أن "تنظيمات اليسار ستخوضها متفرقة، بينما القوى المحافظة التي تتوفر على كتلة ناخبة تبقى متراصّة".
وكشف الروائي المغربي، في معرض حديثه عن أفق بناء اليسار، أنه يشارك في اللقاء دون حماس كبير، مستدركا: "ليس لأن قناعاتي بقيم اليسار اهتزت أو ضعفت، بل بسبب تشتت اليسار وإخفاقه"، مشددا على أن "الاقتراع المقبل سيكون موسوما بنظام انتخابي يمتاز ببلقنة الخريطة السياسية، ما سيضع الأوراق كلها خارج الأحزاب"."ستوضع الأوراق في يد المخزن"، يورد وزير الثقافة الأسبق، الذي أكد أن ذلك "يبقى السيناريو الأكثر احتمالا إن لم يوقفه أحد، ما سيجعلنا نبقى في النفق الذي دخلناه منذ عدة ولايات تشريعية"، متسائلا: "من هو يسار اليوم؟ كيف يمكن دخول غمار تجربة جديدة دون القيام بالنقد؟".
وتابع الأشعري: "نحتاج إلى رؤية سياسية جديدة لزرع الثقة ومواجهة المحافظة التي تهيمن على الدولة والمجتمع"، لافتا إلى "انكسار شيء ما بين المجتمع واليسار"، وماضيا بالقول: "يجب الاعتراف بأننا لا نمتلك الحقيقة كلها ولا الحلول كلها".وعن ملامح وحدة اليسار، أبرز المتحدث أنه "لا يمكن صياغة مشاريع اليوم بفكر أمس، لأن العالم شهد تغيرات عميقة"، داعيا إلى "العودة إلى قوى التقدم في المجتمع واكتساب أدوات التحليل، من خلال الإنصات إلى الناس والاستجابة لتطلعاتهم"، ومطالبا بـ"عقد منتدى وطني لتجديد مشروع اليسار، تُعقد أيضا منتديات جهوية تتفرع عنه".
ومن أجل تجديد مشروع اليسار، يقترح الأشعري "تحديد آليات يتم التوافق بشأنها من لدن الجميع؛ أي التواقين إلى مجتمع تسوده العدالة والمساواة والتقدم، فضلا عن مشاركة حقوقيين ومناضلين وفئات شبابية".وختم القيادي اليساري مداخلته بالقول: "لا يجب الذهاب إلى المنتدى بمشاريع فوقية جاهزة، بل ينبغي الإنصات والحوار للخروج بملامح مشروع سياسي مستقبلي"، مشددا على ضرورة "عودة اليسار إلى منابعه المنسية"، ولافتا إلى أن "فكرة بناء قوة تقدمية يجب أن تنتقل من الشأن الحزبي الضيق إلى الشأن الوطني الذي يمس المجتمع ككل".
قد يهمك أيضــــــــــًا :
الحكومة المغربية تُحذّر من تداعيات الأوضاع المتوترة في المنطقة
الحكومة تؤكد الإساءة إلى رؤساء الدول سلوك يُنافي "التحضر المغربي"