الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
كرفانات في المناطق الشرقية من قطاع غزة

غزة – محمد حبيب

عمّقت أجواء المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية جراح المدمرة بيوتهم جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، الذين يقطنون في "كرفانات" في المناطق الشرقية من قطاع غزة، لاسيما منطقتي حي الشجاعية وحي التفاح وخزاعة.

وأوضح سعدي محمود أبو عصر، أحد سكان تِلك الكرفانات، أنّ "الحياة في الكرفانات صعبة في أجواء الشتاء والمطر والبرد، وأيضًا في الأجواء العادية"، مشيرًا إلى أنها "تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف صحي، إلى درجة أنها خالية من حمام لقضاء الحاجة".


وأضاف "نحتاج إلى كميات من الرمل لإصلاح أرضيتها، وخاطبنا وزارة الأشغال بذلك ولم نتلق أي ردود، ولا أحد يلتفت لمعاناتنا بتاتًا". وتابع "هربنا من مُعاناة المنازل المؤجرة ومراكز الإيواء إلى معاناة جديدة بالعيش في الكرفانات".


وأشار أبو عصر إلى أنَّ "النسوة يطبخن الطعام على نيران الحطب خارج الكرفانات، حياتنا كلها خارج الكرفان، حتى أننا نذهب للمسجد لقضاء الحاجة"، مشدّدًا في الوقت ذاته، على أنهم "يعيشون دون كهرباء منذ قرابة شهر".

وطالب حكومة التوافق الفلسطيني، المسؤولة عن الشعب المنكوب، بـ"الالتفات لمعاناة المدمرة منازلهم، والعمل على إعادة الإعمار". وأردف "لا نريد كرفانات فقط، ولكن نريد معها كهرباء ومياهًا وصرفًا صحيًا وخدمات". واستطرد "لا نريدها أصلاً، نريد بناء منازلنا وإعادة إعمارها من جديد".

وتعيش الحاجة أم علاء مصبح، في منزل مع عائلات أبنائها الأربعة. مكون من طابقين، تعرض للدمار بشكل جزئي خلال الحرب، وبدت فيه التصدعات واضحة في سقفه علاوة على اختفاء جدرانه.

وقالت "توجهنا بعض الوقت لمدارس الأونروا، ومراكز الإيواء، لكن الأوضاع سيئة هناك، فجئنا إلى المنزل، وحاولنا إصلاح بعض الغرف به، لاحتماء أطفالنا فيها، لكن بسبب التصدعات الكثيرة فيه تتسرب المياه إليها وتفسد علينا حياتنا"، مشيرة إلى أن "أبناءها وأحفادها يعملون كخلية النحل من أجل تفادي ذلك".


وتابعت مصبح "الدار كلها تحتاج إزالة، لكن الوضع لا يساعد، لاسيما في ضوء الحصار، وعدم دخول مواد بناء للإعمار، وما تراه واضح للعيان، الشبابيك والأبواب مرقعة بالنايلون"، داعية الدول العربية للالتفات إلى معاناتهم والعمل على إنهائها.


وفي سياق متصل، حذرت بلدية غزة من تراجع خدماتها، في ضوء انخفاض إيراداتها وعجزها عن إصلاح شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي بسبب الحصار وتأخير الإعمار.

وتقدر خسائر بلدية غزة، بعد الحرب الأخيرة، بـ42 مليون دولار، بينما أصاب الضرر بمصادره المختلفة 60 بئر مياه، و11 مضخة صرف صحي، بعضها سلم من القصف لكنه لم يسلم من أزمة الكهرباء وضعف الصيانة.

ومع المنخفض الجويّ الأول الذي ضرب القطاع كشف عن مشاكل ومعاناة البلدية، فاستمرار أزمة الحصار، وتركة الحرب بدت واضحة على طرق غزة، التي تحتاج لصيانة كبيرة، إضافة إلى شلل تام في مشاريع التطوير.

وأبرز مدير الإعلام في بلدية غزة الشيخ خليل أنَّ "هناك مشاريعًا تطويرية في خدمات الطرق والشبكات المعتمدة، لكن لا تنفذ بقرار سياسي، فمعظم مشاريع الممولين لغزة هي إغاثية، توفر حلولاً جزئية لمشاكل المياه والصرف الصحي فقط".

وبيّن الشيخ خليل أنَّ "أكثر ما يؤرّق بلدية غزة هو مشاكل الطرق، التي تنشغل بدالة البلدية بالإخبارعنها، فالحفر الكبيرة تعيق حركة المرور وتتسبب في بعض الازدحامات، لاسيما في مناطق يعلو فيها ركام الحرب".

ولفت إلى أنه "تكرر في هذا الشتاء مشكلة شارع النفق وفيضان مياه الأمطار فيه، المرتبطة أصلاً ببركة (الشيخ رضوان)، وهي أكبر حوض لتجميع المياه في غزة، وهي المشكلة التي تتجدد بسبب خلل فني أصيل في تصميم الحوض".

وأردف "بسبب تصميمها نحتاج دومًا لتصريف المياه، وتخرج الأمور عن السيطرة، وتتمدد المياه لشارع النفق". وكشف أنه "رفعت البلدية مشروع للمانحين منذ عام 2013، بعد منخفض أليكسا، لكنه لم ير التنفيذ، لذا نقوم بالصيانة، وجهزنا بركة احتياطية لنتجنب مشكلة شارع النفق".

واعترف الشيخ خليل بأنَّ "شارع النفق سيغرق لو أتى منخفض جوي قوي مثل أليكسا؛ إذ تتجمع في بركة الشيخ رضوان ثلثا مياه الأمطار من شرق وجنوب وشمال مدينة غزة".

وأشار إلى أنه "عملت بلدية غزة مع المؤسسات الداعمة، خلال الحرب، بأسلوب (الضمادات)، لإصلاح خطوط الصرف الصحي وآبار المياه، بغية ضمان توفر الخدمة بشكل مقبول، واستمرت بعد الحرب في إصلاح الخطوط الناقلة للمياه والصرف الصحي".

وأوضح أنّ "المشكلة اليومية منذ انتهاء الحرب هي في انفجار خطوط الصرف الصحي، دون سابق إنذار، وقد وصل عدد الإشارات لقسم الصيانة في أحد الشهور الماضية أكثر من 90 إشارة. إذ تنفجر خطوط الصرف الصحي لأنها متضررة بالأصل من أيام القصف في الحرب، ويكون بها عطب غير ظاهر، لأنها غالبًا أصابها الضرر لمجاورتها مناطق القصف، والاستهداف، فتنفجر مع مرور الوقت تلقائيًا".

وتابع "هناك خطوط مدمرة وشبكات تحت منازل ومبانٍ مقصوفة لا نستطيع الوصول للخطوط أسفلها، وهناك بيوت مدمرة سكانها لا يستطيعون دفع مستحقات البلدية، ورسومها واشتراكاتهم ونحن لا نستطيع إجبارهم".

واستطرد "لازالت مشكلة قطع غيار آليات البلدية مستمرة، إضافة إلى أن آليات البلدية نفسها أصابها الإهلاك، وهناك مانحون يؤكدون استعدادهم للتبرع بآليات جديدة؛ لكن البلدية لا تستطيع إدخالها لغزة".

وقال الشيخ خليل، إن عدم قيام الوزارات الحكومية بدورها بسبب الخلاف السياسي يؤثر سلبًا على عمل بلدية غزة، مستدلاً بوزارة الأشغال العامة، التي لا تنسق بشكل كاف في مشاكل إزالة الركام والدمار.

وبيّن أنَّ "عدم توفر مواد البناء والمواد الخام، وتوقف المشاريع الاستراتيجية والحيوية ستؤدي لازدياد المشكلة، وهو ما ينذر بوضع كارثي يتطلب تدخل عملي وعاجل في منح خدمات البلدية الحياة بإزالة عقبات العمل من أمامها".

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

إطلاق مشروع لتوسعة ميناء الجبهة لفائدة 300 صياد وآخر…
ارتفاع عدد الضحايا جراء الإعصار "إيان" إلى 62 قتيلاً…
وزارة الفلاحة المغربية تُستعرض حصيلة عمليات المراقبة على الأعلاف…
الرئيس الأسد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة لحل أزمة…
نورد ستريم الروسية تعلن وقف تسرّب الغاز من خط…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة