الرباط ـ الدار البيضاء اليوم
جح فريق دولي من العلماء يضم مغاربة وبريطانيين وأمريكيين في اكتشاف ثلاثة أنواع جديدة من التيروصورات ذات الأسنان، تبين أن عمرها يناهز 100 مليون سنة، من خلال حفريات وُجدت في المغرب، وضمّ فريق البحث العلمي للدراسة علماء الأحياء والجيولوجيا والحفريات من الجامعات البريطانية بورتسموث وليستر وباث، إضافة إلى جامعتي ديترويت ميرسي وبايلور في أمريكا وجامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء.
وحسب بلاغ صحافي صادر عن جامعة بايلور الأمريكية، فهذه التيروصورات هي زواحف طائرة تعود إلى العصر الطباشيري (ما قبل 66 مليون سنة إلى 145 مليون سنة)، وكانت تعيش في عالم تهيمن عليه الحيوانات المفترسة.
الدراسة تكشف أيضاً أن هذه الحيوانات كانت تعيش في نظام بيئي نهري قديم في إفريقيا كان يعج بالحياة، بما في ذلك الأسماك والتماسيح والسلاحف والعديد من الديناصورات المفترسة.
وقالت ميجان جاكوبس، طالبة دكتوراه في علوم الأرض بجامعة بايلور، إن هذه الاكتشافات الجديدة مثيرة للغاية وتفتح نافذةً على عالم التيروصورات في إفريقيا الطباشيرية، خصوصاً أن بقاياها نادرة للغاية ومعظمها معروف في أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا.
وتساعد هذه الدراسة العلمية، التي نُشرت الأسبوع الجاري في مجلة Cretaceous Research، على الكشف عن التاريخ التطوري غير المعروف لإفريقيا خلال فترة الديناصورات، حيث تبين أن التيروصورات الإفريقية كانت مشابهة تماماً لتلك الموجودة في قارات أخرى.
وتوصل أصحاب الدراسة إلى أن عالم التيروصورات كان يشمل التماسيح والديناصورات اللاحمة، مع عدد قليل من الحيوانات العاشبة، وقد كانت الحيوانات المفترسة في هذا العصر، بما في ذلك التيروصورات ذات الأسنان، تفترس الكثير من الأسماك.
وأشارت جاكوبس إلى أن وزن هذه الحيوانات الضخمة كان ضئيلاً، وكان طول جناحها يصل إلى 13 قدماً، وعظامها رقيقة جداً ومليئة بالهواء وتشبه الطيور؛ وهو ما يسمح لها بالوصول إلى فرائسها ثم التحليق في السماء.
وتوصلت الفريق إلى اكتشاف هذه الأنواع بفضل قطع من فكي الأسنان تم الحصول عليها من لدن مواطنين بقرية نواحي مدينة أرفود في الجنوب الشرقي المغربي، في منطقة صخرية شاسعة على الحدود المغربية الجزائرية بجهة درعة تافيلالت تحمل اسم Kem Kem.
وذكرت جاكوبس أن هؤلاء المواطنين يبيعون ما يكتشفونه من أسنان وعظام وهياكل عظمية شبه كاملة للتجار والعلماء؛ وهو ما يضمن لهم ما يكفي من المال للعيش، في المقابل يحصل الباحثون على حفريات جديدة لدراستها.
ومن ضمن الأنواع المكتشفة من التيروصورات بفضل هذه الدراسة يوجد واحد يسمى Anhanguera كان معروفاً فقط في البرازيل، وآخر باسم Ornithocheirus كان عثر على حفرياته في إنجلترا ووسط آسيا.
وأوضح بلاغ الجامعة الأمريكية أن الاكتشاف الجديد يرفع عدد التيروصورات ذات الأسنان التي تم العثور على بقاياها في جرف Kem Kem بالمغرب إلى خمسة، بعدما كان الأول قد اكتشف في التسعينيات والثاني العام الماضي، وستضاف إليها الحفريات الثلاث الجديدة لتوضع في متحف في المغرب.
قد يهمك ايضا :
انقراض الحيوانات يُؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا على الأرض أكثر مِن تغيُّر المُناخ
دراستان تكشفان السبب الحقيقي لانقراض الديناصورات والبداية من الهند