جاكرتا ـ عبد الرحمن الشريف
تم التقاط هذه الصور لعمال مناجم الكبريت بالقرب من فوهة بركان أيجين في إندونيسيا، حيث يقضي هؤلاء العمال ساعات طويلة في عمل شاق محفوف بمخاطر أقلها العمل على ارتفاع 2600 متر فوق سطح البحر بالإضافة إلى العمل في مادة ذات طبيعة غير آمنة على الإطلاق، لما ينطلق منها من غازات ضارة قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، وأخيرًا ينطوي العمل على مخاطر أخرى ذات صلة بكون العامل
عرضة لأي خطر محتمل من جانب البركان.
يُضاف إلى بيئة العمل المحفوفة بالمخاطر أن هؤلاء العمال يتقاضون جنيهات قليلة مقابل العمل طوال اليوم، مع كونهم عرضة لثوران البركان في أي وقت من دون سابق إنذار، مما قد يودي بحياة الآلاف منهم.
ويقوم العمال بالسير لمسافات طويلة بعد تسلق البركان والاقتراب من الفوهة حتى يصلوا إلى البحيرة الكبريتية الموجودة أعلى المرتفع الشاهق، والتي تنشر أبخرة الكبريت في أرجاء المكان.
ويتم استخراج مادة الكبريت القيمة والنزول بها إلى أسفل البركان لتدخل في عمليات تصنيعية عدة.
والتقط الصور المصور الفوتوغرافي المحترف روبرتوس بوديانتو الذي خاطر بنفسه وعاش المعاناة والمخاطرة التي يتحملها عمال
المناجم في إندونيسيا.
وتنشر البحيرة أبخرة الكبريت في أرجاء المكان بينما يجني العمال البسطاء ثمار هذه الأبخرة في شكل مادة الكبريت، التي تدر على الواحد منهم بعض الجنيهات يوميًا.
ويتم الحصول على مادة الكبريت من خلال تكثيف الأبخرة التي تنشرها البحرية الجبلية بالقرب من الفوهة، من خلال تمريرها في أنابيب من الأحجار والسيراميك للحصول على مادة الكبريت بعدما تتكثف الأبخرة وتتحول إلى مادة سائلة حمراء اللون، بعدها تمر بعملية تجفيف لتتحول إلى الحالة الصلبة حتى يتمكن كل عامل من حمل أكبر كمية ممكنة، والانتقال بها إلى أسفل لمسافة تتجاوز ثلاثة كيلو مترات.
وتجدر الإشارة إلى أن أهمية الكبريت ترجع إلى دخوله في عمليات تصنيعية لسلع مهمة مثل المطاط والسكر.