الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
القوى النووية

لندن ـ كاتيا حداد

يحذر خبراء من أن تداعيات حرب نووية لن يقتصر فقط على موقع الضربة النووية، بل أن مثل هذا الحدث يمكن أن يسبب دمارًا عالميًا، فمع تزايد التوترات حول العالم، بدأت بلدان كثيرة في تعزيز قدراتها الدفاعية للتحضير لتهديد نووي، ووجد تقرير جديد أن الرؤوس الحربية التي تمتلكها العديد من القوى النووية الكبرى يمكن أن تؤدي إلى تغير المناخ لأن الرماد الأسود الناتج يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة مما يؤدي إلى الجفاف والمجاعة ومليارات الوفيات.

ودرس الباحثون من جامعة نبراسكا-لينكولن، 19 نوعًا من الأسلحة التي تحتفظ بها حاليا خمس قوى نووية رئيسية؛ هي الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، ووفقا للتقرير، فإنه لن يستغرق سوى عدد قليل من هذه القنابل لإحداث آثار كارثية من شأنها أن تمزق جميع أنحاء العالم.

وقال المؤلف المشارك تايلر وايت، وهو عالم سياسي متخصص في الأمن الدولي والسياسة النووية: "نحن نفقد ذاكرتنا للحرب الباردة، ونفقد ذكرياتنا عن مدى أهمية الحصول على هذا الحق"، وأضاف: "حتى الصراع الذي لا ينطوي على الولايات المتحدة يمكن أن يؤثر علينا وعلى الجميع في أنحاء العالم"، وأشار الباحثون إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أن تجلب جفافا نوويا من خلال ثلاث قنابل من طراز ميغاتون (M3)، أو قنبلتين من طراز ترايدنت D5 (كل منهما يحتوي رؤوس حربية من طراز 475-كت)، ولن تكون هناك حاجة لأكثر من أربع قاذفات روسية من طراز 800-كت فقط أو قنابل فرنسية بحجم 300 كيلوطن لتسبب آثارًا مناخية مماثلة، ويمكن للصين أن تجلب هذه الظاهرة بصاروخ أرضي واحد فقط  يصل طوله 5 أمتار، ويحرق مساحة مماثلة لحجم انفجارات مائة و 15 كيلوطن ".

وأوضح الباحثون في التقرير الجديد "وهكذا، فإن استخدام ما لا يقل عن 1 إلى 10 أسلحة نووية تم نشرها، وأقل من 25 من هذه الأنواع السائدة، من البلدان الخمس الرسمية للأسلحة النووية يمكن أن تنتج جفافا نوويا"، وفي حين أن التأثيرات لن تكون مثيرة مثل تلك المتوقعة في سيناريو "الشتاء النووي"، فإن الجفاف الناتج - المعروف أيضا باسم الخريف النووي - يمكن أن يكون له آثار كبيرة في جميع أنحاء العالم.

وعلق مهندس النظم البيولوجية في نبراسكا، آدم ليسكا بقوله: "السؤال ليس في حالة حدوث جفاف نووي، ولكن ما هي العوامل التي تزيد من احتمال حدوثها، وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من الآثار العالمية المدمرة المحتملة"، بينما تقرر الأبحاث السابقة أن انفجارًا قادرًا على إشعال مساحة تبلغ حوالي 1300 كيلومتر مربع (500 ميل مربع) سيضخ أكثر من 5 ملايين طن من الرماد في طبقة الستراتوسفير، وهذا من شأنه أن يحجب أشعة الشمس، مما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة وهطول الأمطار.

وبيّن أستاذ علوم الأرض والغلاف الجوي، روبرت أوجليسبي بقوله: "إذا وصل الرماد إلى طبقة الستراتوسفير، يمكن أن تمر عدة شهور قبل أن تتبدد"، كما يؤكد الباحثون أن هذه الكميات العالية من الكربون الأسود في طبقة الستراتوسفير ستؤدي إلى تخفيض الفصول الزراعية بمعدل 10-40 يوما كل عام لمدة خمس سنوات على الأقل.

وستستمر درجات الحرارة تحت المتوسط ​​لفترة أطول بكثير، حيث يمكن أن تظل منخفضة لمدة تصل إلى 25 عامًا، وبعد الانفجار مباشرة، قد تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات أكثر برودة مما كانت عليه في السنوات الـ 1000 الماضية، كما أنه من شأن الجفاف النووي أن يتسبب في انخفاض كبير في هطول الأمطار في منطقة الرياح الموسمية الآسيوية بنسبة تتراوح بين 20 و 80%، ويمكن أن يؤدي انخفاض معدلات هطول الأمطار في جميع أنحاء أميركا الجنوبية والجنوب الأفريقي وجنوب غرب أمريكا وغرب أستراليا إلى جعل المناطق 20 -60% أكثر جفافًا من المعتاد.

وأضاف الباحثون: "من المحتمل أن تؤدي التغيرات الهامة في هطول الأمطار إلى زيادة النزاع في المناطق النامية، على الرغم من أن التخفيضات العالمية في درجات الحرارة التي قد تقلل من العنف الاجتماعي في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان المتقدمة"، وفي ذلك الوقت، أقرت كل دولة بأن أي هجوم نووي من أي من الجانبين سيؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير متبادل، وفي التحليل الجديد، يقول الباحثون أن البلدان يمكن أن تتخذ قرارات أكثر استنارة في ضوء التهديدات الأخيرة من كوريا الشمالية.

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

إطلاق مشروع لتوسعة ميناء الجبهة لفائدة 300 صياد وآخر…
ارتفاع عدد الضحايا جراء الإعصار "إيان" إلى 62 قتيلاً…
وزارة الفلاحة المغربية تُستعرض حصيلة عمليات المراقبة على الأعلاف…
الرئيس الأسد نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة لحل أزمة…
نورد ستريم الروسية تعلن وقف تسرّب الغاز من خط…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة