الرباط-الدار البيضاء اليوم
أطلقت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة برنامجًا خاصا لمواكبة أطفال مراكز الرعاية الاجتماعية المتراوحة أعمارهم مابين 16و 18سنة.
ويهدف البرنامج، الذي أشرفت الوزيرة جميلة المصلي على إطلاقه الثلاثاء 29أكتوبر 2019 بالرباط، إلى تأهيل هذه الفئة من الأطفال وتمكينهم من الاستقلالية اللازمة للاندماج في المجتمع والحياة المهنية بعد مغادرتهم لمؤسسات الرعاية الاجتماعية عند بلوغهم الـ 18.
وشددت المصلي، في كلمة افتتاحية، على أن التحدي الأكبر لكافة السياسات الحكومية الموجهة لفئات الأطفال نزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية هو "التأهيل المعرفي لهذه الفئات".
وأكدت الوزيرة في هذا السياق أن "ضمان التعليم والتكوين المهني لهؤلاء الأطفال أساسي لمساعدتهم على مواجهة الحياة خارج مراكز الرعاية الاجتماعية".
وأبرزت مصلي أن النجاح في التمدرس، الذي قالت إنه هدف أول، يؤمن الانتقال السلس من مرحلة العيش داخل مؤسسات الرعاية الاجتماعية إلى مرحلة العيش خارجها. في حين نبهت مصلي إلى أنه الانتقال، الذي يواجه صعوبات كبيرة في غياب مؤهلات ومهارات كافية لتحقيق الاستقلالية.
ولفتت المصلي إلى أن مراكز الرعاية الاجتماعية تظل "الحل البديل الثالث في ظل مقاربة ترتكز على ثلاثة أبعاد الأسرة هي الأساس فيها ثم التكفل الأسري ضمن العائلة الممتدة".
وفي هذا السياق، أبرزت مصلي إلى أن وزارتها تعول كثيرا على دور الوساطة الأسرية والاجتماعية.
وزادت في هذا السياق، مؤكدة الحاجة إلى "موارد بشرية وبنيات مدنية مؤهلة وذات خبرة أكاديمية وميدانية عالية وكذلك ذات احترافية كبيرة لأجل إنجاح مهام الوساطة".
وأكدت المصلي، خلال ذات اللقاء، الذي عرف مشاركة ممثلين عن مؤسسة التعاون الوطني ورؤساء الجمعيات المشرفة على مؤسسات الرعاية الاجتماعية المستهدفة ومدراء هذه المؤسسات، أنه بفضل انخراط جميع المتدخلين في تنزيل هذا المشروع، سنتمكن من وضع أسس مهنة "الوسيط الاجتماعي" الذي ستعود إليه، إلى جانب المسؤولين على مؤسسات الرعاية الاجتماعية، مهمة مواكبة الطفل ومساعدته على تحقيق استقلاليته واندماجه داخل المجتمع.
وتوقفت المصلي عند أهمية الموارد البشرية في مجال تعزيز جودة خدمات الرعاية الاجتماعية للأطفال، مشيرة إلى عمل الوزارة على إعداد مشروع القانون رقم 35.16 المتعلق بالعاملين الاجتماعيين، باعتباره آلية ستمكن المهنيين من التمتع بحقوقهم وممارسة مهامهم في أحسن الظروف.
وفي هذا الصدد، أشارت الوزيرة، إلى توظيف 130 عاملا اجتماعيا لتعزيز مؤسسات الرعاية الاجتماعية بموارد بشرية متخصصة في مجال الطفولة، وتنظيم 14 ألف و838 يوما تكوينيا لفائدة العاملين بـ 516 مؤسسة للرعاية الاجتماعية للطفولة، وإطلاق برنامج "رفيق" للتكوين في مجال التوحد، وإعداد مرجع للمهن والكفاءات للعاملين الاجتماعيين في مجال حماية الطفولة.
ويندرج مشروع مواكبة الأطفال بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، ضمن برنامج شراكة بين وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، والجمعية الإيطالية "أصدقاء أطفال المغرب"(Amici Del Bambini)( التي تشتغل ميدانيا بالمغرب منذ 25سنة الآن) الرامي إلى مواكبة مغادرة أطفال مؤسسات الرعاية الاجتماعية بعد بلوغهم 18 سنة.
وقد خصصت الوزارة للمشروع، الذي يستهدف 2500طفل وطفلة تتراوح أعمارهم /هن بين 16و18سنة، غلافا ماليا قدره 2.226.000.0 درهما ويمتد مابين 2019و2020.
وفي إطار المشروع، سيتم تقديم الدعم التقني ل25 مؤسسة للرعاية الاجتماعية ب6أقاليم هي الدار البيضاء، وطنجة، وسلا، وفاس، ومكانس، ومراكش. وذلك، لتحقيق التمكين الاقتصادي والإدماج الاجتماعي للفئة المستهدفة من أطفال مراكز الرعاية الاجتماعية.
وكذلك، وفي إطار، ذات المشروع، سيتم تكوين 50 مربيا يعملون بمؤسسات الرعاية الاجتماعية حول مهنة الوساطة الاجتماعية، ووضع بروتوكول موحد يحدد سلة الخدمات المتعلقة بالتمكين الاقنصادي والإدماج الاجتماعي للأطفال بعد بلوغهم 18سنة ويحدد أدوار مختلف الفاعلين المعنيين.
قد يهمك أيضا :
بنوك لبنان تستأنف عملها الخميس وتحتفظ بأبوابها مغلقة واقتصاديون يحذرون من السحب