الرئيسية » تحقيقات وأخبار
المدارس في فرنسا

باريس - المغرب اليوم

اختارت حوالي 200 مدرسة في فرنسا إدخال العربية إلى مناهجها كلغة ثانية يدرسها التلامذة بعد الفرنسية إلى جانب غيرها من اللغات كالألمانية والإسبانية والإنكليزية. وجاء اختيار العربية نظراً للإقبال بين الطلاب على دراستها، خصوصاً أنها تعتبر اللغة المحكية الثانية في فرنسا لوجود مواطنين فرنسيين من أصول عربية.
تدرّس اللـــغة العربية رسمياً في المدارس من خلال أســـاتذة غالبيتهم من أصول عربية، كذلك تنحدر غالبية التــلامذة الذين يتبـــعون هذه الصفوف من أبناء المهاجرين العرب وتحديداً من بلدان المغرب العربي.
ويشير أستاذ اللغة العربية قدور زويلاي إلى أن التلامذة يقبلون على دراسة اللغة العربية في المدارس الفرنسية بالاتفاق مع أهاليهم. ويضيف "لأن الأهل يحضون أولادهم على تعلّم العربية والنطق بها كيلا تنقطع الصلة بينهم وبين الوطن الأم، سواء على المحور اللغوي أو الثقافي أو الحضاري أو المحور الديني".
ويؤكد أحد الطلاب ما يذهب إليه زويلاي قائلاً "أتعلّم العربية أيضاً كي أتحدّث بها مع الأصدقاء والأقارب عندما أقضي العطلة في بلدي الجزائر".
وعلى رغم أن غالبية الطلاب في المدارس ينحدرون من أصول عربية إلا أن هذا لا ينفي وجود استثناءات بين الدارسين، وهنا تشير كارولين 15 عامًا، المولودة لأبوين فرنسيين أنها اختارت اللغة العربية "لأني درست في مدرسة تضم طلاباً عرباً كثيرين، ونسجت معهم علاقات صداقة قوية، لذا أحببت أن أتعلّم لغتهم وأتكلمها كما يتكلمون هم لغتي".
وتذكر أنها عندما زارت الصيف الماضي المغرب مع عائلاتها أعجبت جداً بالبلد وتحدثت قليلاً مع الناس بالعربية.
تبدو اللغة العربية على الناطقين بالفرنسية غريبة وصعبة بعض الشيء، ما يخلق صعوبات للمدرسين أثناء تدريسها خاصة من ناحية نطق الأحرف ولفظها بشكل سليم، ويجد غالبية الطلاب صعوبة في لفظ أحرف مثل القاف والعين والحاء، غير أن الأستاذ زويلاي لا يرى أن هذه الصعوبات تشكل عائقاً حقيقياً لتعلم اللغة ومعرفتها أكثر والتعمق بها مع الطلاب.
بدوره يرى الطالب أن العربية كانت أقرب إليه من تعلم الإسبانية أو الألمانية التي اختارها زملاء له، وهو يجدها أسهل عليه من باقي اللغات.
لا تكتفي المناهج الموجودة في المدارس بتدريس اللغة وقواعدها، إنما تطرق أبواب الحضارة العربية والإسلامية عموماً، محاولة تقديم صورة متكاملة للطلاب عن الثقافة في العالم العربي، سواء من خلال دروس تتعلّق بتاريخ المنطقة العربية وأعلامها في الثقافة والفكر والأدب، أو من خلال إظهار تفاعل العرب مع باقي الحضارات العالمية كاستعراض نصوص لتجربة العرب في الأندلس أو قصة صلاح الدين الأيوبي، أو حتى مواضيع تتعلق بالمهاجرين العرب اليوم في المجتمعات الأوروبية، في سعي واضح لتكوين صورة متكاملة لدى الطلاب عن العالم العربي وثقافته، تتعدّى حدود تعلم اللغة وقواعدها فقط.
وهنا يؤكد الأستاذ زويلاي "لا يكتفي أستاذ اللغة العربية بالتدريس فقط، بل يتطرق دائماً إلى مواضيع تتعلق بتاريخ الحضارة العربية والإسلامية، شرط أن تكون هذه المعلومات ملقاة من وجهة نظر علمانية بعيدة من أي تعصّب أو دعوة للتديّن أو حض على تمييز الديانة الإسلامية عن غيرها من الديانات. ومن هنا يتعلّم دارس العربية أن أباءه وأجداده وبالتالي هو نفسه منحدرون من حضارة ومن قيم ومن إنجازات لا يستهان بها. وهذا يساعد أبناء المهاجرين على بناء هويتهم المزدوجة والفخر بثرائها".
ويسعى طلاب من أصول عربية ومسلمة إلى دراسة اللغة العربية خارج المدارس من خلال دورات تنظمها جمعيات أو تقام في مساجد، ما يترك بعضهم عرضة لتأثيرات الأساتذة أو الأئمة المدرّسين، وهنا يشير الأستاذ زويلاي إلى أن "من أكبر الأخطار التي تهدد الطلبة الذين يلجئون إلى تعلّم اللغة العربية عند جمعيات أو داخل مساجد خطر التطرّف الفكري والعقائدي الذي يبعدهم من التفكير المنطقي والتحليل العلمي".

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

استدعاء وزير التعليم المغربي في البرلمان لتفسير ارتفاع أسعار…
الحكومة المغربية تُلمّح إلى الرفع من ميزانية التعليم في…
المديرية الإقليمية لوزارة التربية في المحمدية تقبل "تلاميذ الكاريان"
رئيس الحكومة المغربية يعفي المدير العام للمدرسة الوطنية العليا…
اجتماع الحكومة المغربية يُناقش توجهات التعليم العالي

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة