الرباط - الدار البيضاء
ضمانا لتجويد منظومة التعليم الأولي العمومي، يجري تكوين آلاف المربيات والمربين المشتغلين في هذا القطاع، على الصعيد الوطني، من خلال برنامج تكويني مكثف يستغرق 11 أسبوعا.ويستدف البرنامج المنطلق يوم 14 يوليوز الجاري، وتشرف عليه المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، أزيد من 8 آلاف مربية ومربٍّ، يتوزعون على 300 مجموعةِ تكوين، تضم كل مجموعة 25 مستفيدة ومستفيدا، يتم تكوينهم من طرف 400 مكوِّن لديهم تجربة في مجال التعليم الأولي، خضعوا بدورهم لتكوين لمدة شهر ونصف الشهر.
ويستغرق التكوين الرامي إلى تهيئة المربيات والمربين للعمل مع الأطفال 11 أسبوعا، برصيد زمني من 400 ساعة تكوين بشكل حضوري، ويتمحور حول ثمانية محاور أساسية من 32 وحدة (Module).وبلغ عدد المربيات والمربين الجدد الذين جرى توظيفهم، على الصعيد الوطني، أكثر من 5000، هم الذين يستفيدون من التكوين، إضافة إلى المربيات والمربين الذين كانوا يشتغلون داخل المؤسسات التعليمية، بحسب المعطيات التي قدمها شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وأوضح بنموسى، في تصريحات للصحافيين على هامش زيارته إلى مركز لتكوين مربيات ومربي التعليم الأولي بمدينة سلا، أن الغاية من التكوين هي أن “يتمتع المستفيدون والمستفيدات منه بتكوين في جميع المواضيع التي لها علاقة بالتعامل مع الأطفال المتمدرسين في التعليم الأولي”.وأضاف الوزير أن المربيات والمربين المستفيدين من التكوين “ستتم مواكبتهم طيلة السنة الدراسية المقبلة، حيث سيستفيدون من تكوين إضافي من 500 ساعة، فضلا عن تكوين مستمر لمدة أسبوع، جزء منه سيتم داخل المؤسسات وجزء آخر عن بعد، من أجل ضمان جودة التعليم الأولي”.
وأكد بنموسى أن وزارة التربية الوطنية “تشتغل على تعميم التعليم الأولي، وعلى ضمان جودته، وهذا يستدعي نهج مقاربة قائمة على مبدأ القرب”، لافتا إلى أن البرنامج التكويني للمربيات والمربين يهم 60 إقليما، بما في ذلك المناطق النائية وهوامش المدن.ويتم تكوين المربيات والمربين في مجالين رئيسيين؛ الأول يشمل الإطار المؤسساتي للتعليم الأولي، واستقبال ومرافقة الطفل، والتنشيط وإنجاز الأنشطة التربوية، إضافة إلى الشراكة بين المدرسة والأسرة.
ويشمل المجال الثاني تنمية ونمو الطفل، وتدبير قسم التعليم الأولي، والمشاريع والتكوينات المهنية، والمقاربة البيداغوجية للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.ويتكون الجسم التربوي المستفيد من التكوين من الإناث بنسبة 98 في المئة، ولا تمثل نسبة الذكور سوى 2 في المئة فقط.وتبلغ نسبة الحاصلين منهم على شهادة الإجازة فما فوق 44 في المئة، ونسبة الحاصلين على شهادة الباكالوريا 48 في المئة، بينما 8 في المئة منهم يتوفرون على شهادة الباكالوريا زائد سنتين.
وأكد عزيز قيشوح، المدير العام للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، أن ورش تكوين مربيات ومربي التعليم الأولي يكتسي أهمية بالغة، نظرا لكون العمل مع الأطفال يعد “عملا معقدا تتداخل فيه مجموعة من العوامل، تشمل ما هو نفسي ومعرفي ووجداني، وهو ما يتطلب تمّلك العاملين في هذا القطاع ما يكفي من المعلومات والمهارات والمكتسبات لكي يكونوا في مستوى جيد يؤهلهم لأداء الدور المنوط بهم”.
وتم يوم 7 يوليوز الجاري، توقيع اتفاقية بين المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي، مع كل من وزارة التشغيل، ووزارة الاقتصاد والمالية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هي التي تؤطر تكوين المربيات والمربين.وأفاد قيشوح بأن محتوى تكوين المربيات والمربين تم تفصيله من طرف فريق مشترك بين وزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، لافتا إلى أن الورش يتم بتنسيق تام بين الوزارة والمؤسسة والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية.
قد يهمك ايضاً