الرباط - الدار البيضاء اليوم
لفتة إنسانية بكل معانيها أقدمت عليها إدارة إحدى المدارس، من خلال الدعم النفسي والمعنوي لطلابها في مرحلة الثانوية العامة من خلال توزيع صندوق يحتوي على علبة كمامات وزجاجة كحول ومناديل مبللة، بالإضافة لكوبون مشتريات من إحدى المكتبات وقبعة التخرج مع شهادة تحمل اسم الطالب.
كانت المفاجئة برغم رحيل الطالبة "جومانا طارق" صاحبة الـ16 ربيعا إثر مرض نادر في المخ، لم تتحمله فقط 22 يوما ورحلت منذ عام تقريبا إلا أن إدارة مدرستها لم تنساها، فأحضرت مديرة المدرسة نهى المالكي بزيارة منزل جومانا بنفسها لتقديم الهدية لوالدتها.
طلب حضور المديرة لمنزل "أمانى عبد المعطي" والدة جومانا التي تعمل مدرسة لمادة اللغة العربية بنفس المدرسة أدهشها، بالرغم من أنها تحضر غالبية الفاعليات التي تقوم بها الإدارة تجاه الطلاب لكنها لم تكن تعلم بأن مديرتها تعتبر جومانا حيا في قلوبهم ووسط زملائها من الطلاب، حيث إنها تميزت طيلة حياتها بالأدب والتفوق.
جلسة لم تدم طويلا لكنها تركت أثرا ثمينا في قلب الأم، مشاعر ثابتة من الأم أثناء حديثها لهن تميزت بالقوة والصبر ممزوج بالسعادة لتقدير مدرستها لأبنتها الراحلة قائلة: "أعمل في مدرسة ابنتي منذ 7 سنوات تقريبا، وعودتي للعمل مرة أخرى داخل مدرستها ومشاهدة زميلات جومانا الاتي في مثل عمرها بنفس الزي ونفس التفاصيل فالأمر لم يكن سهلا على الإطلاق"، معربة أنها لمست فيهم حب الخير وسعادة كل المنتمين ليها سواء إداريين أو طلبة أو حتى عمال، لكن السنة دي كانت مختلفة بسبب ظروف البلد فكانت مبادرتهم لدعم الطلاب مختلفة ومميزة.
وتابعت: "ليس الموقف الأول من إدارة المدرسة ولكن تم تكريمي يوم عيد الأم الماضي وتقديم شهادة الأم المثالية لي في الاحتفالية الخاصة بالمدرسة"، وأضافت أن الأستاذة نهى مديرة المدرسة لم تعتمد على توصيل شهادة تخرج جومانا عن طريق أحد الأخصائيين بل قامت بالحضور لمنزلها في لفتة إنسانية جميلة منها تجاة جومانا ووالدتها، موضحة أنها كانت من أكثر الداعمين لها في أزمتها بعد رحيل ابنتها وشجعتها كثيرا بالرجوع للعمل وممارسة حياتها من جديد والوقوف على قدميها، الأمر كان صعبا في البداية لكن الرسالة التي قدمتها كلاتهما في التعاون وتحدي الأزمات أي ان كانت جعلت التعامل بينهن مثل الأخوة كما وصفته أماني وليس مدير ومرؤوس.
قد يهمك ايضاوزارة التعليم تلغي اختبار مادة "التربية البدنية" لمترشحي الباكالوريا الأحرار