الرئيسية » تحقيقات وأخبار
الطلاب البريطانيون المهاجرون

لندن - سليم كرم

ترفض مصارف المملكة المتحدة منح قروض دراسية للطلاب الذين حققوا نتائج عالية في الثانوية العامة من أجل اللحاق بالجامعات، بحجة انهم قد هاجروا إلى البلاد في سن الطفولة. ويطالب الشباب الذين قضوا معظم حياتهم في المملكة المتحدة (والذين لا يجدون أنفسهم غير مؤهلين للحصول على القروض الدراسية بسبب هجرتهم)، الجامعة من اجل توفير منح دراسية تسمح لهم باستكمال دراستهم.

وقد وجد الكثير من الطلاب ذوي النتائج العالية والمهاجرين إلى البلاد في سن الطفولة والذين يقدر عددهم بالألف، أنهم غير قادرين على اللحاق بالجامعات. في حين انهم قد درسوا في مدارس المملكة لمراحل الإعدادية والثانوية. فعلى الرغم من تحقيقهم لنتائج ممتازة في الثانوية واستحقاقهم لأماكن في أفضل الكليات إلا أنهم وجدوا أنفسهم غير قادرين على الالتحاق بالجامعة حيث انهم غير مؤهلين للحصول على قروض دراسية ليس لشيء سوى انهم مهاجرون.

وتأتي هذه الحملة التي دعت الشباب سواء الحاصلين على المنح أو الممنوعين منها في الوقت الذي يدور فيه جدال واسع حول شروط القبول في الجامعات. ففي الوقت الذي تحث فيه الحكومة الجامعات على توسيع نطاق قبول الطلاب من مختلف الأنواع، تسعى أيضا إلى فرض اشتراطات جديدة على الطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة في المملكة المتحدة.

كما تأتي هذه الخطوة بعد الادعاءات التي تقول بان الطلاب الأجانب يخالفون شروط الإقامة ويمكثون في المملكة المتحدة بعد انتهاء فترة دراستهم، على الرغم من التقرير الذي نشرته مجلة "التايمز" الذي يفيد بان 1% فقط من الطلاب الأجانب لا يغادرون البلاد بعد نهاية فترة دراستهم.

وفي نفس السياق، شككت وزارة الداخلية من دقة هذه النسبة. فوفقا للمتحدث الرسمي للوزرة قال انه لا يوجد تقارير سرية حيال هذا الأمر، كما أننا لا نعرف شيئًا عن هذه النسبة، كما أننا مستمرون في جمع البينات وتحليلها للتأكد من دقة الإحصائية.

في هذه الأثناء، يقوم أعضاء "الحملة" بإرسال مواد دعائية مكتوبة ومرئية موقعة من ما يزيد عن 100 طالب إلى نواب رؤساء جامعات العاصمة لحثهم على توفير منح دراسية تساعدهم على استكمال دراستهم. وقد جاء في نص الخطاب "نطلب منكم أن تساعدوا الطلاب المهجرين أمثالنا في استكمال دراستهم، وبالقيام بهذا الأمر فأنكم تساعدون الجامعة في استخدام المواهب المختلفة للشباب الذين تربوا في مدارسكم".

كما أشار الطلاب إلى أن معظمهم أول من يلتحقون بالجامعات في أسرهم، كما قالوا انهم يؤمنون جميعا بأهمية الحصول على شهادة جامعية، كما نرغب في الحصول على فرصة لتحقيق طموحتنا التعليمية." وكان من بين هؤلاء الطلاب الذين وقعوا على الخطاب طلاب مرشحون لكليات الطب والعلوم والحقوق، ومن بينهم أيضا طالبة تدعي انجن هاردينغ من مدينة "ديغنهام" شمال لندن، وحلمها أن تصبح أول رائدة فضاء بريطانية سوداء البشرة. كما تأمل صاحبة الثمانية عشر عامًا أن تدرس الفيزياء في جامعة مانشستر، وقد حصلت الطالبة علي الدرجة الثالثة في مرحلة الثانوية ورشحت إلي مجموعة جامعات "روسل"، إلا أنها قد تحرم من دخول الجامعات بسبب عدم أحقيتها في القرض الدراسي.

وتقول انجن التي ولدت في غامبيا، وقدمت مع أمها إلى المملكة المتحدة في سن الرابعة، أنها تعيش في البلاد منذ ذلك الحين وأنها لم تكن قلقة بشأن هجرتها من قبل. وتعتبر انجن دائما نفسها بريطانية حيث تقول "لقد قضيت أربعة أعوام في غامبيا لا أتذكر منها شيئا، لقد قضيت حياتي كلها في موطني بريطانيا" كما تقول إن معاملتها بهذا التفريق يعد امرأ فظيعا فهو يغير اعتقادها بنفسها.

ووفقا لشاونين لامب مؤسس ومدير جمعية "العدالة لقانون الأطفال"، فإن الجمعية تلقت الاتصالات من الطلاب الذين حققوا نتائج عالية في الثانوية، واستحقوا عن جدارة أماكن في الجامعات إلا أنهم وجدو طريقهم مغلقا. كما عبر شاونين لامب عن استيائه من هذا النظام الذي يحرم هؤلاء الطلاب من المنح الدراسية ويساويهم بالطلاب الأجانب، مما يجعلهم يدفعون ما يزيد عن ضعف أو ضعفي الطالب المواطن المقدر ب 9000 جنية إسترليني كيف يعاملون كطلاب أجانب عندما يصلون إلى مرحلة الجامعات وقد قضوا معظم حياتهم في المملكة المتحدة وانتظموا في مدارسها بالقول . كما يرى شاونين أنه يجب على الدولة أن تجد حلولا أخرى لتمويل هؤلاء الشباب ولا تضيع مثل هذه المواهب العالية.

ما زال الطلاب المهاجرون يعانون من الإهمال، على الرغم من وصول هذه القضية إلى محكمة العدل العليا، والتي أسفر عن عدة توجيهات منها أنه يجب على الطلاب المهاجرين الراغبين في الحصول على قروض حكومية أن يقدموا ما يثبت بأنهم قد قضوا على الأقل نصف حياتهم في المملكة المتحدة، وأنهم قد حصلوا على إقامة طبيعية وشرعية بحد أدنى ثلاث سنوات.

ولكي يحصل الطالب على إقامة طبيعية وشرعية يجب أن تمنحه وزارة الداخلية ترخيصًا محدودًا. وفي أكثر الأحيان يستغرق امر الحصول على تصريح فترة طويلة، كما انه معقد ثم بعد ذلك ينتظر الطالب ثلاث سنوات ليكون قادرًا على الحصول على القروض الحكومية، ولا تدرك معظم الأسر المهاجرة ذلك إلا بعد فوات الأوان.

وبدأت الكلية الملكية في لندن إعطاء المنح الدراسية لدعم هؤلاء الطلاب، ومن بين هؤلاء الطلاب الطالب الباكستاني اركام بابر ذو العشرين ربيعا الذي بدأ دراسة الجغرافيا بفضل تلك المنحة الدراسية. وتمنى أن تسلك الجامعات الأخرى مثل هذا النهج في تمويل الطلاب.

وقال بابر: لقد كنت قلقا جدا بشأن مصيري الدراسي قبل أن أحصل على تلك المنحة. لقد كادت حياتي أن تدمر حيث أن أسرتي كانت مهتمة جدا بالتعليم، وتابع بالقول "لقد غيرت "منحة الملك" من وضعي وأتمنى أن يحصل زملائي من الطلاب على مثل تلك الفرصة لتحقيق أحلامهم الدراسية.

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

استدعاء وزير التعليم المغربي في البرلمان لتفسير ارتفاع أسعار…
الحكومة المغربية تُلمّح إلى الرفع من ميزانية التعليم في…
المديرية الإقليمية لوزارة التربية في المحمدية تقبل "تلاميذ الكاريان"
رئيس الحكومة المغربية يعفي المدير العام للمدرسة الوطنية العليا…
اجتماع الحكومة المغربية يُناقش توجهات التعليم العالي

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة