الرباط - الدار البيضاء اليوم
نقاش يتوق إلى “مواطنة كاملة” للنساء والرجال بالمغرب، طبع لقاء للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “هاكا” نظم في إطار اليوم العالمي لحقوق المرأة.اللقاء الذي استقبله قصر المؤتمرات بسلا، اليوم الخميس، عرف تقديم عرض حول واقع الإعلام المغربي والسعي إلى دعم ريادة النساء والمساواة في الفرص والولوج إلى الصحافة، أطرته لطيفة أخرباش، رئيسة “الهاكا”؛ وهو ما رافقه نقاش حضره فاعلون وفاعلات في السياسة وحقوق الإنسان والصحافة وصناعة المحتويات السمعية البصرية.
ومن الوجوه التي شاركت في هذه الورشة مباركة بوعيدة، رئيسة جمعية جهات المغرب، ومنير بنصالح، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وصباح بنداود، صحافية في القناة الأولى، وجامع كولحسن، رئيس تحرير بالقناة الثانية.وأكدت كلمة لطيفة أخرباش على “المصلحة العامة في تطوير ريادة النساء”؛ لأنه “لا مستقبل للمساواة دون هذا” فهي ريادة “تؤثر إيجابا على الأداء العام للمجتمع” ووسيلة لـ”تحقيق التماسك والإنصاف المجتمعيين”، وتحقق “الاشتمالية Inclusiveness.
ومع تذكيرها بأن “ريادة النساء ليست موجهة ضد ريادة الرجال”؛ نظرا للثراء الموجود في الاختلاف بين الجنسين، أبرزت أخرباش مزايا تحقيق هذا المقصد من “بناء وإنعاش لثقافة المساواة”، و”الرفع من تأثير النساء ومقدرتهن كفاعلات في التغيير المجتمعي والتنمية الشاملة بالبلاد”، فضلا عن كونها “مصدر إلهام للفتيات”.ووضحت الكلمة ذاتها أن الريادة ليست كفاءة تقنية أو مسألة تسلسل هرمي، بل هي مهارة ناعمة، ومَلكة فكرية ومهنية وتقنية، تنطلق من قوة الشخصية، وحس الإنصات، وحس تدبير السلطة، والقدرة على قيادة فريق العمل، معه كجزء من أعضائه.
ولم تقصر أخرباش إشكال ضعف تمثيل المرأة في وسائل الإعلام على الصحافة وحدها، بل عددت مجموعة من العوامل التي تحد من قدرة النساء على المشاركة ومن قدرتهن على شغل مناصب القيادة، على قدم المساواة مع الرجل، مثل: وضع المرأة في المجتمع، وولوجها إلى التعليم، وتمكينها الاقتصادي، وولوجها إلى الحقوق، والصور النمطية التي تشكك في جدارة النساء بالريادة واتخاذ القرارات الإستراتيجية، والتمثلات المتحيزة حول دورهن داخل المجتمع، إلى جانب تقديم النساء ضحايا، وتمثيلهن عاجزات ومرتهنات لآخر.
وعلى الرغم من “وجود تقدم في حضور المرأة في الحكومة والبرلمان”، و”وجود إرادة سياسية من أعلى مستوى بالمغرب لدعم مشاركة النساء”، فإن للرجال حظوظا أكبر في الفوز عند الترشح للانتخابات.ومع أنه توجد دينامية للمجتمع المدني، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووجود دستور يكرس المساواة، فإن كل هذا “لم يسعفنا في تحصيل وتيرة مرتفعة في التغيير”، وفق أخرباش.
ونبهت المتحدثة إلى أن “الفضاء العمومي الإعلامي” فضاء لـ”الشرعنة السياسية والاجتماعية”، واستحضرت المجتمع الرقمي العالمي الجديد الذي “نعيش داخله” والذي هو “شرط إنساني جديد”، يفرض على الفاعلين واجب التواصل، والانتباه إلى أن الإعلام أداة قيمة لترسيخ الريادة العمومية، وإلى أن لضعف حضور النساء في النقاشات العمومية عبر الإعلام تبعات تنموية.ومع ضرورة صيانة وتعزيز حضور النساء في المضامين الإعلامية، سجلت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري عدم تدخل “الهاكا” في الحرية التحريرية للقنوات التلفزيونية والإذاعات، لأن التدخل سيضر “قضية المناصفة نفسها”.
قد يهمك أيضَا :
“الهاكا” تَكْشِف عن التطور الذي عرفه المشهد الإذاعي المغربي على مدى 15 سنة من التحرير
الهاكا تؤكد ان الاختيارات الحزبية تؤثر على نسبة حضور النساء المغاربة في برامج الفترة الانتخابية