دمشق ـ جورج الشامي
استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء يوم الجمعة، توثيق 113 قتيلاً بينهم سبع سيدات وأربعة أطفال: تسعة وثلاثين في دمشق وريفها، سبعة عشر في إدلب، خمسة عشر في حمص بينهم ثلاثة قتلى مجهولي الهوية في ريف دمشق، أربعة عشر في دير الزور، ثمانية في حماه، ثمانية في درعا، ثمانية في حلب، اثنين في الرقة، واثنين من الحسكة، فيما استهدف "الحر" قوات النظام في اللواء 12 في أزرع براجمات الصواريخ
وقذائف الهاون، وقام "الحر" باستهداف مطار أبو الظهور في ريف المدينة وحقق إصابات مباشرة في المطار، وتمكن من إسقاط طائرة مروحية، في حين اندلعت تظاهرات عدة في جمعة "استقلال القرار السوري"، في الوقت الذي احتجزت فيه جماعة مسلحة مجهولة بعض المراقبين العسكريين الدوليين كرهائن في مرتفعات الجولان المحتلة، بينما كشفت منظمة حقوقية عن حصولها على وثائق ووسائل تعذيب عثر عليها في مراكز احتجاز تابعة لقوى الأمن السوري في الرقة.
واتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية بارتكاب مجزرة جديدة في بلدة دوما التابعة لمحافظة ريف دمشق راح ضحيتها 30 مدنيًا حرقًا، تزامنًا مع قصف الجيش الحكومي لمناطق في دمشق وحلب وحمص ودرعا.
وأحصت لجان التنسيق المحلية 323 نقطة للقصف حيث تم تسجيل 32 غارة للطيران الحربي كان أعنفها على يبرود في ريف دمشق، القصف بالبرامبل المتفجرة سجل في ثلاثة نقاط على كل من يبرود بريف دمشق، وحلفايا وفليطة في حماه، وقد وثق استخدام القنابل الفراغية والعنقودية في حلفايا أيضًا.
أما القصف بقذائف الهاون سجل في 103 نقاط، والقصف المدفعي في 95 نقطة، أما القصف الصاروخي فقد سجل في 88 نقطة على مختلف المدن والبلدات السورية.
فيما اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في 137 نقطة قام من خلالها:
في درعا استهدف "الحر" قوات النظام في اللواء 12 في أزرع براجمات الصواريخ وقذائف الهاون, في الحراك قام "الحر" بالاشتباك مع قوات النظام في اللواء 52 وحقق إصابات مباشرة.
وفي دمشق وريفها قام الجيش السوري الحر باستهداف سيارتي "شبيحة" وقتل 20 "شبيحًا" و 4 جنود إيرانيين في العتيبة, كما قام باستهداف تجمع لـ "الشبيحة" في داريا, بالإضافة إلى ذلك استهدف "الجيش الحر" قوات النظام في بلدة القيسا وقام بتحريرها بالكامل وسيطر على أجزاء من بلدة البحارية، واشتبك مع قوات النظام فيها ما أدى إلى قتل الكثير من عناصر تلك القوات.
وفي إدلب فجر "الجيش الحر" عبوة ناسفة في سرية الهندسة في أريحا ما أدى إلى قتل الكثير من قوات النظام, كما قام "الحر" باستهداف مطار أبو الظهور في ريف المدينة وحقق اصابات مباشرة في المطار وتمكن من إسقاط طائرة مروحية.
وفي حمص استهدف "الجيش الحر" قوات النظام على طريق شنشار بالقرب من قرية الحمراء, كما قام "الحر" بقتل 7 عناصر من قوات "حزب الله" أثناء تسللهم لمنطقة البساتين في ريف القصير.
وفي حماه استعاد "الجيش الحر" السيطرة على قرية الشعثة وغنم آليات تركها عناصر قوات النظام وراءهم، وفي حلفايا دمر "الجيش الحر" عربة بي أم بي وقتل 8 جنود من قوات النظام أثناء محاولة تلك القوات اقتحام البلدة.
وفي السويداء استهدف "الحر" حافلة للأمن العسكري بالقرب من مفرق كناكر ما أدى إلى قتل الكثير من عناصر قوات النظام.
وفي حلب تصدى الجيش السوري الحر للطيران الحربي التابع لقوات النظام في الأتارب.
أما في دير الزور فقد استهدف الحر مستودعات الذخيرة في اللواء 137 وقام بتدميرها.
وقالت شبكة "شام" الإخبارية، "إن التظاهرات عمت معظم المحافظات السورية في جمعة (استقلال القرار السوري).
وأعلن مسؤول في الأمم المتحدة، أن جماعة مسلحة مجهولة احتجزت بعض المراقبين العسكريين الدوليين كرهائن فترة قصيرة في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وذلك بعد مرور 3 أيام فحسب على إفراج مقاتلي المعارضة السورية عن 4 من قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية.
وأفاد المسؤول، أنه "في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، اقتحمت مجموعة من الرجال موقع مراقبة للأمم المتحدة، واحتجزت ثلاثة مراقبين عسكريين عزل، كانت قد نشرتهم منظمة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة لمساندة بعثة حفظ السلام الدولية المعروفة باسم (أندوف)، وتتولى البعثة المؤلفة من ألف فرد مهمة مراقبة منطقة عازلة بين الجيشين السوري والإسرائيلي، وهي شريط ضيق من الأرض يمتد مسافة 70 كيلومترًا من جبل الشيخ على الحدود اللبنانية إلى نهر اليرموك على الحدود مع الأردن".
وقال رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إيرف لادسو، في تصريحات للصحافيين، "إن ثلاثة مراقبين عسكريين احتجزوا لمدة 5 ساعات، الأربعاء، قبل أن يطلق سراحهم من دون أن يمسهم سوء، وعادوا بسلام إلى (الموقع 52) للمراقبة التابع للأمم المتحدة، حيث التقى بهم رئيس بعثة (أندوف)، وقمنا بإجراء تعديل لوضعية التشغيل لقوة البعثة، ونحن على اتصال وثيق مع البلدان المساهمة بقوات لهدف الاحتفاظ بمساندتهم النشطة لأن مساندتهم حيوية" .
وسحبت اليابان وكرواتيا قواتهما من بعثة "أندوف" لسبب العنف، ولم يبق سوى قوات من النمسا والهند والفلبين، فيما قال دبلوماسيون إنه من المحتمل أن تسد فيجي النقص، في حين عبرت الفلبين والنمسا عن القلق لسبب المخاطر التي تتعرض لها قواتهما من جراء الصراع السوري.
وقد أفرج عن 4 فلبينيين من قوات حفظ السلام، الأحد الماضي، بعد أن احتجزهم "لواء شهداء اليرموك" السوري المعارض، لمدة 5 أيام، الذين قالوا إنهم احتجزوا الجنود حفاظًا على سلامتهم بعد أن أصبحوا في خطر لسبب اشتباكات مع القوات السورية، فيما احتجزت الجماعة نفسها 21 فلبينيًا من قوات حفظ السلام لمدة 3 أيام في آذار/ مارس الماضي، متذرعة بالسبب نفسه لاحتجازهم، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 تعرضت قافلة من قوات حفظ السلام للنيران بالقرب من المطار في دمشق.
وكشف ناشطون سوريون، عن أن "القوات الحكومية ارتكبت مجزرة جديدة، حيث أعدمت 30 مدنيًا حرقًا في بلدة دوما التابعة لمحافظة ريف دمشق، تم العثور عليهم الخميس، كجثث متفحمة، حيث أكدوا أنه تم إعدامهم ميدانيًا، ومن ثم حرق الجثث في المزارع المحيطة بحاجز الأعاطلة في دوما، كما نفذت مجزرة أخرى بحق 15 مدنيًا تم انتشال جثثهم مساء الأربعاء، من بئر قرب حاجز أم عامود في حلب، وأنها صعدت من مجازرها ضد المدنيين في الفترة الأخيرة للضغط على الثوار الذين حققوا نجاحات كبيرة، واستطاعوا السيطرة على بلدات وكتائب عدة للجيش السوري، وبخاصة بعد سيطرتهم على أكبر ثاني لواء في الجيش الحكومي بعد معارك عنيفة".
وأظهرت وثائق ووسائل تعذيب عثر عليها في مراكز احتجاز تابعة لقوى الأمن السورية في الرقة في شمال البلاد، تعرّض المعتقلين للتعذيب على يد الأمن السوري، حسبما أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجمعة، حيث قال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الحقوقية، نديم حوري، "ما رأينا من وثائق وزنازين وحجرات استجواب وأجهزة تعذيب في مقار الأمن الحكومية، تتفق مع أقوال السجناء السابقين الذين وصفوا لنا ما تعرضوا له منذ بداية الانتفاضة في سورية قبل أكثر من عامين".
وأضاف حوري، أن مدينة الرقة التي زارها فريق من المنظمة، باتت أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة الحكومة السورية في آذار/ مارس الماضي، وأن المنظمة دعت مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة إلى أن يقوموا بحماية هذه المواد المتواجدة في المقار، حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة، وحتى يُحاسب المسؤولون عما حدث"، معتبرًا أن "معرفة حقيقة دور أجهزة الأمن في التجسس على السوريين وإرهابهم، ستمكّنهم من حماية أنفسهم من الانتهاكات في المستقبل".
وأشارت المنظمة الحقوقية، إلى أن إحدى وسائل التعذيب المستخدمة تعرف باسم "بساط الريح"، وتقوم على ربط المعتقل على لوح منبسط أحيانًا على هيئة صليب، فيما نقلت عن معتقلين سابقين قولهم "إن الحراس مددوهم أو شدوا أطرافهم أو قاموا بطي اللوح إلى نصفين بحيث تواجه وجوههم أقدامهم، مما يتسبب في ألم وفي إحكام شل حركتهم تمامًا".
وأكدت الباحثة في المنظمة، لمى فقيه، أنه وعلى الرغم من قيام "هيومان رايتس ووتش" خلال العامين الماضيين بمقابلة عدد كبير من المعتقلين السابقين في السجون السورية، إلا أن التواجد داخل هذه المعتقلات يجعل الأمر أكثر واقعية، مضيفة "ندرك أن العديد من الأشخاص لا يزالون محتجزين ويخضعون لهذه الممارسات".
وقال معتقل سوري سابق، يبلغ من العمر 24 عامًا، "بدأوا في تعذيبي بالكهرباء ثلاث إلى أربع ساعات، ثم رموني في الحبس الانفرادي، كانوا يريدون مني إخبارهم بمن الذين كان يذهب معهم للتظاهر، وكانوا يُسمِعوني صرخات أخي المعتقل في المكان نفسه"، فيما أدلى رئيس المجلس المدني المحلي التابع للمعارضة في الرقة، عبدالله خليل، بشهادة إلى المنظمة، حيث أكد أنه "احتجز على يد قوى الأمن السورية في الأول من أيار/ مايو 2011، بعد أقل من شهرين على اندلاع الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، وأن ضباط الأمن السوريين أحالوه إلى 17 فرعًا للأمن في شتى أنحاء سورية أثناء احتجازه".
وأصدرت المنظمة الحقوقية في تموز/ يوليو الماضي، تقريرًا بعنوان "أرخبيل التعذيب"، يحدد أماكن مخصصة لاعتقال عشرات الآلاف من الأشخاص وإساءة معاملتهم.