بيروت ـ جورج شاهين
أعلن الجيش السوري الحر "المعارض"، أن الانفجار الكبير الذي هزّ منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت إثر إطلاق صاروخي "غراد"، صباح الأحد، هو إنذار للحكومة اللبنانية لوقف تدخل "حزب الله" في الأزمة السورية، فيما تبحث القوى الأمنية عن صاروخ ثالث أُطلق بين بسابا وعيتات من دون أن ينفجر، من منطقة تقع تحت سيطرة الحزب "الاشتراكي" وإسلاميين، في حين وصف الرئيس اللبناني ، ميشال سليمان، من قاموا بالهجوم بـ"الإرهابيين المخربين" وقال أمين سر الجيش السوري الحر، عمار الواوي، في حديث إلى قناة "LBC"، "قلنا إن لبنان ليس بمنأى عن ما يحدث في سورية، وستكون هناك تداعيات كبيرة لتدخل (حزب الله) في سورية، وما حصل الأحد بسقوط الصواريخ في الضاحية، هو إنذار" ودعا الواوي حكومة لبنان إلى كف يد "حزب الله" حيال ما يفعله بسورية، موضحًا أنه "سيكون هناك تداعيات على بيروت وطرابلس والمطار" وقد هزّ انفجار كبير منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، صباح الأحد، ناتج عن سقوط صاروخي "غراد"، الأول في السوق الشعبي قرب كنيسة مار مخايل - الشياح، والثاني في شارع مارون مسك، حيث أسفرا عن 5 جرحى في حصيلة أولية، حيث وقع الانفجار الأول عند عند السابعة إلا ربع صباح الأحد، والثاني تلاه بفارق خمسة دقائق، وأًصيب 5 أشخاص بجروح جراء الانفجارين، بينهم 3 سوريين، إصابة أحدهم خطرة، وقد تم نقل الجرحى إلى مستشفى جبل لبنان للمعالجة، وقد عرف منهم 4 أشخاص هم: محمود الحسن، عبدالله الحسن، حسن الحسن، وخليل العلي وحضرت قوة كبيرة من الجيش اللبناني إلى المكان، حيث طوقته ومنعت المواطنين من الاقتراب، فيما رجحت مصادر أمنية رفيعة المستوى، لقناة "الجديد"، سقوط صاروخ "غراد" من عيار 107 ملمترًا داخل معرض للسيارات، وآخر على شرفة أحد الأبنية السكنية في المنطقتين المذكورتين، مشيراة إلى أن "مصدر الصاروخين لا يزال مجهولاً، لكن يُرجح أنهما أطلقا من جهة الجنوب الشرقي للمنطقة وأفادت تقارير أمنية وردت إلى "العرب اليوم"، أنه بعد ساعتين على إطلاق الصاروخين، تم العثور على منصتين خشبيتين للصاروخين اللذين أُطلقا على الضاحية الجنوبية، بين منطقتي بسابا – بليبل وعيتات في الجبل الذي يسيطر عليه الحزب "التقدمي الاشتراكي" وجماعات إسلامية متشددة، كما عثر على منصة ثالثة لم ينطلق منها الصاروخ الذي كان لا يزال منصوبًا عليها، وهو من عيار 107 ملم، وقد ضرب الجيش طوقًا أمنيًا في المنطقة وأكد مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام"، نبيل ماجد، أن القوى الأمنية تقوم بالبحث عن صاروخ ثالث، أُطلق من قواعد الصواريخ التي نصبت بين بسابا وعيتات، من دون أن ينفجر، في حين تفقد قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي، مكان سقوط صاروخي الـ"غراد" وصدر عن قيادة الجيش اللبناني، مديرية التوجيه، البيان التالي صباح الأحد، سقط صاروخان إحدهما في معرض سيارات بالقرب من كنيسة مار مخايل، والآخر في حي مارون مسك، أديا إلى إصابة 4 أشخاص بجروح مختلفة، وحدوث أضرار مادية في الممتلكات، وقد فرضت قوى الجيش طوقًا أمنيًا حول المنطقة، وعملت بالاشتراك مع الأجهزة المختصة على نقل المصابين إلى المستشفيات للمعالجة، فيما حضر عدد من الخبراء العسكريين إلى المكان، وبوشر التحقيق لتحديد نوع الصاروخين ومصدر إطلاقهما وكشف هوية الفاعلين ودان الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، عملية إطلاق الصاروخين على ضاحية بيروت، صباح الأحد، ووصف من قام بذلك بـ"الإرهابيين المخربين"، الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين وطلب سليمان من الأجهزة المعنية تكثيف تحرياتها وتحقيقاتها لملاحقة المرتكبين، بأقصى سرعة، وإحالتهم إلى القضاء المختص، داعيًا المواطنين إلى أن يكونوا على أقصى درجة من اليقظة والوعي والمساعدة المدنية حيال أي مشتبه أو تحرك مشبوه والإبلاغ عنه، وذلك لقطع دابر أي محاولة لإثارة الفتنة والتوتر الأمني، حفاظًا على الأمن الوطني والسلم الأهلي وقد وصل وزير الداخلية مروان شربل، إلى مكان الانفجار في الشياح، عند الثامنة والربع من صباح الأحد، لتفقد الأضرار، حيث أكد أن الصاروخين انطلقا من مكان معزول من الجهة الجنوبية الشرقية، وأن الهدف تخريبي"، موضحًا أنه "سيتم التحديد عقاريًا من أين أتت الصواريخ، والهدف من إطلاق الصواريخ هو التخريب، ونحن نعيش في جو غير مقبول، وهناك الكثير من يريد الاصطياد في المياه العكرة، ونحن نتمنى أن يزيد العقال، ونحن بصدد التحقيق، وقد تم إفادتنا من أين تم إطلاقهما" ورافق شربل قائد الدرك العميد جوزف الدويهي وضباط من الشرطة القضائية وخبراء متفجرات، فيما حضرت قوة من الجيش اللبناني إلى المنطقة، وسجل انتشار لمسؤولين من "حزب الله" وعناصر منهم على مفارق الطرق ورأى رئيس الحكومة المستقيل، نجيب ميقاتي، أن حادثة إطلاق الصاروخين على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، هدفها إحداث بلبلة أمنية، ومحاولة استدراج ردات فعل معينة، وهذا أمر واضح من ناحية التوقيت والهدف، مضيفًا "نحن ندعو الجميع إلى التيقظ والتنبه والتعاطي مع دقة الوضع بحكمة، لمنع الساعين إلى الفتنة من تحقيق مآربهم، ونؤكد أن الأجهزة الأمنية قد باشرت تحقيقاتها للكشف عن ملابسات هذا العمل التخريبي، وتوقيف الفاعلين" وناشد ميقاتي جميع القيادات والفاعليات "التعاون لتهدئة الأوضاع في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة"، مطالبًا الجيش اللبناني بإجراء التحقيقات اللازمة، وكذلك مسح الأضرار واستنكر الشيخ خضر الكبش، "العمل التخريبي الذي طال منطقة الشياح في ضاحية بيروت"، معتبرًا "أن هذا العمل الإجرامي ضرب للسلم الأهلي والاستقرار الأمني والسياسي في لبنان" وقال الكبش، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، "كنا قد حذرنا أن الخطر المقبل على لبنان أخطر مما هو عليه، ولم تتخذ أي إجراءات أمنية صارمة للحد من حركة التكفيريين من أتباع (القاعدة( و(النصرة) في لبنان، والذي بات عندنا شك كبير أن هذه واحدة من رسائلهم التخريبية للداخل اللبناني"، داعيًا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى "الكشف عن الفاعلين في أسرع وقت ممكن، تجنبًا لأي فتنة مذهبية يُردها البعض مدخلاً لدمار لبنان" وفتح الهجوم خطوط الاتصال بين كبار المسؤولين والقادة السياسيين، وجندت الدولة اللبنانية مؤسساتها العسكرية والقضائية والأمنية لمواكبة التحقيقات في الظروف التي رافقت سقوط الصواريخ وتحديد الجهة التي سعت إلى الفتنة وأجرى زعيم تيار "المستقبل"، سعد الحريري، اتصالاً برئيس مجلس النواب نبيه بري، وتداول معه في المستجداث وبخاصة بعد حادث إطلاق الصواريخ على منطقة الضاحية، حيث شدد الحريري على إدانة الحادث، ووجوب تضافر الجهود في سبيل تجنيب البلاد أية مخاطر ماثلة، معتبرًا "أنه عمل إرهابي وإجرامي مدان، كائنًا من قام به وخطط له، وبخاصة أنه استهدف منطقة آهلة بالسكان الآمنين، وإننا نحمد الله سبحانه وتعالى على أن أضرار هذا العمل كانت محدودة، وأن الجرحى من العمال السورريين تجري معالجتهم، ندعو إلى التبصر في مخاطر الدعوات التي تجاهر بالمشاركة في الحرائق الخارجية، وتريد من اللبنانيين أن يكونوا وقودًا لها، ولا يكفي أمام حوادث من هذا النوع أن نلعن الفتنة فقط، بل إن المسؤولية الوطنية تتطلب من كل القيادات والجهات المعنية بسلامة لبنان واللبنانيين، أن تتنادى لتحذير القائمين على إشعالها، ووقف مسلسل إضعاف الدولة والتباهي بالحلول مكانها في كل المجالات" وقال مستشار الحريري، الدبلوماسي السفير محمد شطح، "من الواضح أن الصاروخين هما رد فعل على كلام السيد حسن نصرالله، وما يقوم به الحزب سيؤدي إلى ردات فعل، وفي الوقت الذي كشفت فيه مصادر أمنية أنه تم العثور على الصاروخ الثالث الذي لم ينفجر، وجد في وادي جنوب شرق بيروت من دون التسبب بأي أضرار" ووضع وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فايز غصن، "حادثة إطلاق الصاروخين على منطقة الشياح في خانة العبث بالأمن والاستقرار الداخليين"، معتبرًا أن "المستفيد الأول من هذا العمل العدواني هم أعداء لبنان الذين لا يروق لهم رؤية أي هدوء يسود الساحة اللبنانية" وقال غصن، في بيان له الأحد، "مهما تعددت الروايات بشأن حادثة إطلاق الصاروخين، فإن الأمر المؤكد هو أنها محاولة لإحداث شرخ في صفوف اللبنانيين، ومحاولة لاستجرار الفتنة إلى لبنان، وهذا ما لا نريد أن يحصل على الإطلاق، ورهاننا الأول والأخير يبقى على وعي اللبنانيين بحجم مسؤولياتهم الوطنية، وبخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والعمل على تقوية أواصر وحدتهم والوقوف سدًا منيعًا أمام المحاولات الرامية إلى إقحامهم في أتون فتنة بغيضة تهدد مستقبل بلدهم، وبغض النظر عن بعض التباينات السياسية الحاصلة على الساحة الداخلية، فإن صواريخ عدة مشبوهة الأهداف، لن تتمكن من قطع جسور التواصل بين المناطق اللبنانية، ويد الإرهاب لن تقوى على كسر إرادة اللبنانيين في العيش سويًا، والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والقضائية يعملون على استكمال التحقيقات"، داعيًا الجميع إلى "عدم الانغماس في إطلاق التحليلات والتكهنات، وترك القضية في عهدة الأجهزة المعنية التي لها وحدها أن تقول الكلمة الفصل" ورأى رئيس تيار "المرده"، النائب سليمان فرنجيه، أن "إطلاق الصاروخين على منطقة الضاحية الجنوبية في لبنان عمل إرهابي لن يصل إلى أهدافه، وأن الغاية من ورائه هو ضرب استقرار البلد وأمنه" وقال مفتي لبنان، الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، "إن إطلاق صواريخ على منطقة الشياح هدفه إشعال الفتنة بين اللبنانيين، وهو عمل مدان ومستنكر، وهو أمر مستغرب ومفاجئ، وله دلائل خطرة على لبنان، وهو إشعار بالانفجار الكبير القادم لإدخال لبنان في معترك الأحداث الكبرى الأليمة في المنطقة العربية، فليستيقظ اللبنانيون وقادتهم السياسيون المختلفون جميعًا على هذا الإنذار الكبير، قبل أن ينفجر لبنان من داخله ويضيع الجميع" وأضاف قباني، أن "إطلاق هذه الصواريخ من منطقة لا سابق لها في الصراعات الخفية الظاهرة، هو دليل على بدايات ومراحل جديدة، تأتي في سياق تفجير لبنان من داخله بوجه الجميع"، داعيًا الدولة إلى "تكثيف إجراءاتها الأمنية التي تساعد على منع وكشف مثل هذه العمليات الإجرامية" وأعرب المفتي عن قلقه من "استمرار الأحداث الأليمة في طرابلس، التي تنذر بإشعال منطقة الشمال برمتها، وإدخالها في فتنة كبيرة وتجعلها جزء من الصراعات الخطيرة في المنطقة وآثارها المدمرة"، فيما دعا أبناء طرابلس والشمال إلى اليقظة والتنبه والحذر وعدم الانجرار وراء فتنة لا تعود إلا بالخسران على الجميع، وضرورة وقف الاقتتال فورًا قبل فوات الأوان"، فيما أبدى أسفه وألمه لسقوط الضحايا الأبرياء والجرحى العسكريين والمدنيين وقال نائب "حزب الله" علي عمار، "إن هذه الصواريخ لا تخيفنا، ولا نخشى من الفتنة، ولن نسمح بتمرير مشروع الفنتة، وجمهورنا سبقنا بعيدًا في درجات الوعي والصمود والحرص على السلم الأهلي"، معتبرًا أن "تحديد من وراء هذه الصواريخ من اختصاص الجهات الأمنية والقضائية، ولكن من الواضح من خلال اختيار المنطقة التي استهدفت أنهم يريدون أن يصيبوا أكثر من هدف بحجر واحد، وسيصابون بالفشل والخزي إنشالله" وأوضح عضو كتلة نواب التيار "الوطني الحر"، حكمت ديب، "من قام بهذا العمل طرف عميل حقير لمخابرات خارجية، يقوم بهذا العمل وهدفه الفتنة، ويجب التنبه من ذلك وعدم اتهام أي فرد وأي جماعة أو أي حزب أو طرف لبناني في الداخل، بل يجب التضامن أمام هكذا مؤامرات" واعتبر وزير الصحة، ممثل حركة "أمل" في الحكومة، علي حسن خليل، ان "العمل تخريبي غير مرتبط بهوية معينة والهوية الوحيدة ضرب امن واستقرار الناس بأي منطقة من المناطق والشياح مثلها مثل باقي المناطق"، مضيفًا "أتمنى ألا تعطى أبعاد لمكان إطلاق الصاروخ، ومن يريد أن يخرب الوضع الأمني قادر على تخريبه من أي مكان، وهذا العمل لا يستهدف إلا الفتنة".