دمشق ـ سليم الفارا
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة، إنها اقتحمت جزءا من سجن سيطر عليه مقاتلو تنظيم "داعش" الارهابي شمال شرق سوريا وأجبرت 550 على الأقل من المتشددين على الاستسلام الاثنين.
وذكرت "قسد" في بيان أن الارهابيين لا يزالون متحصنين في مبان أخرى وإنه يجري التخطيط لتطهير ما تبقى من مجمع الاعتقال في مدينة الحسكة.
وقال مصدر في "قسد" إن عمليات اقتحام السجن قد بدأت، وقال آخر إن أعضاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يشاركون في "العمليات الجارية" دون ذكر تفاصيل.
وكشفت مصادر عن وجود مفاوضات بين وفد للتحالف الدولي وعناصر من تنظيم "داعش"، في سجن الصناعة في الحسكة، وتقديرات بتوصل الوفد إلى هدنة.
أفادت مصادر، الثلاثاء، بأنّ وفداً من التحالف الدولي يضم جنوداً أميركيين وبريطانيين، دخل سجن الصناعة في الحسكة، صباح الثلاثاء، للتفاوض مع عناصر تنظيم "داعش".
يأتي ذلك بينما يسود هدوء حَذِر، منذ ساعات، الأحياءَ الجنوبية في المدينة ومحيط السجن، وسط غياب للطيران المروحي والحربي.
وأشارت المصادر إلى أنّ هناك "تقديرات تفيد بتوصل الوفد إلى هدنة تمهيداً لإنهاء الاشتباكات داخل السجن"، مؤكدةً أنّ "قسد سيطرت على معظم أجزاء السجن بعد استسلام أغلبية عناصر داعش داخله".
وأوضحت أنّ "قسد حرّرت 9 من العناصر الذين كانوا محتجزين لدى عناصر "داعش" داخل السجن، واستسلم 250 عنصراً من داعش"، مصرّحةً بأنّ "قسد نقلت عدداً من عناصر "داعش" إلى سجني الكم في الشدادي وعلايا في القامشلي".
يأتي ذلك بعد اشتباكات عنيفة بين"قسد" و"داعش"، استمرت 3 أيام، في محيط سجن الصناعة ومقبرة غويران في الحسكة.
ودمّرت القوات الأميركية مبنى المعهد التقني بالكامل في مدينة الحسكة، بذريعة تحصّن فارّين من سجن الثانوية الصناعية فيه، في الوقت الذي فرضت "قسد"، المدعومة منها، حظراً كلياً على مدينة الحسكة، ومنعت الدخول لها والخروج منها.
ونتيجة اشتداد وتيرة الاشتباكات والقصف، وعدم توافر المواد الغذائية في الأحياء، شهدت الحسكة موجة نزوح أهالي الأحياء الجنوبية من منازلهم في اتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري في الحسكة.
وجدَّدت وزارة الخارجية السورية في وقت سابق، إدانتها الأعمال العسكرية "التي أدّت إلى نزوح آلاف المواطنين السوريين من محافظة الحسكة، وإلى زيادة معاناتهم".
وطالبت وزارة الخارجية السورية بـ"انسحاب القوات الأميركية من المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا، وبانسحاب القوات التركية من شماليها الغربي".
وقال مسؤولون إن ما لا يقل عن 180 سجينا ومتشددا و27 من قوات الأمن لقوا حتفهم منذ أن هاجم مقاتلو "داعش" السجن، الخميس، في محاولة لتحرير زملائهم.
وذكرت وكالة "أعماق" للأنباء التابعة لتنظيم "داعش" الارهابي إن متشددين متحصنين في أجزاء من السجن وفي محيطه خاضوا اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد، الاثنين، لليوم الخامس على التوالي.
ولم تشر الجماعة المتشددة إلى أي خسائر في صفوفها، وزعمت على حسابات تابعة لها على تطبيق "تليغرام" أن عناصرها قتلوا وأصابوا عددا من المقاتلين الأكراد.
وامتنع مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية عن الخوض في تفاصيل بشأن عمليتهم المزمعة.
وقال سكان إن آلاف الأسر فرت منذ أن داهمت قوات الأمن ضاحية غويران المحيطة بالسجن بحثا عن السجناء الفارين.
وهذا أكبر سجن من بين عدة سجون من المعروف علنا أن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز فيها متشددين مشتبها بهم ومعتقلين آخرين في ظروف تقول جماعات إغاثة إنها غير إنسانية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
قوات سورية الديمقراطية" تعلن هزيمة "داعش" في شرق البلاد"