موسكو، واشنطن ـ حسن عمارة، يوسف مكي
وصفت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الأربعاء، فكرة فرض عقوبات أميركية على الرئيس فلاديمير بوتين بـ"المدمّرة".
جاء ذلك تعقيبا على تصريحات أدلى بها، الثلاثاء، الرئيس الأميركي جو بايدن، أجاب فيها بـ"نعم"، ردا على سؤال طرحته صحفية حول ما إذا كان يعتزم فرض عقوبات على بوتين شخصيًّا، دون تحديد طبيعة العقوبات المحتملة.
وحذر بايدن من أنه في حال غزت روسيا أوكرانيا "بالكامل" أو "حتى أقل من ذلك بكثير"، فستكون هناك "تداعيات هائلة" و"سيغيّر ذلك العالم".
وردا على تصريحات بايدن، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "سياسيًا، هذا الأمر ليس مؤلمًا، إنه مدمّر"، معتبرًا أن هذه العقوبات لن يكون لديها أي تأثير.
ولفت بيسكوف إلى أن القانون الروسي يمنع في المبدأ مسؤولين كبارًا من امتلاك أصول في الخارج، لافتا إلى أن عقوبات من هذا القبيل "ليست مؤلمة أبدًا" بالنسبة للسلطات الروسية.
وعادة عندما تفرض واشنطن عقوبات على شخصيات أجنبية، فإن ذلك يُترجم في معظم الأحيان من خلال تجميد أصولها ومنع التعاملات مع الولايات المتحدة.
وخلال الأشهر الأخيرة، نشرت روسيا عشرات الآلاف من الجنود على الحدود مع أوكرانيا وكثّفت مناوراتها، ما أثار مخاوف الغرب خصوصا واشنطن من احتمال حدوث غزو على غرار ما وقع في 2014 حين ضمت موسكو شبه جزيرة القرم.
لكن روسيا تنفي أن تكون لديها نية في هذا الاتجاه، وتصر في المقابل على الحصول على ضمانات أمنية مكتوبة، بما في ذلك تعهد بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" بما يعني عدم تمدده شرقا.
وبعد سلسلة محادثات دبلوماسية في أوروبا الأسبوع الماضي، ترمي إلى نزع فتيل الأزمة، يُعقد اجتماع للمستشارين الدبلوماسيين للرؤساء الروسي والأوكراني والفرنسي وللمستشار الألماني، الأربعاء، تحت صيغة "النورماندي" التي تؤدي فيها باريس وبرلين دور الوسيط.
وأعرب بيسكوف عن أمله بأن "تكون مناقشة جيّدة ومنفتحة، وأن تؤدي إلى الحدّ الأقصى من النتائج".
وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بيلنكن، الأربعاء إن الولايات المتحدة قدمت ردودا مكتوبة لروسيا على مطالبها بشأن الضمانات الأمنية.
يأتي ذلك في إطار المفاوضات بين الغرب وروسيا، لتجنب التصعيد العسكري ضد أوكرانيا.
وذكر بلينكن للصحافيين أن الرد المكتوب حدد مسارا دبلوماسيا جادا للمضي قدما إذا اختارت روسيا ذلك، وتقييما مبدئيا وعمليا للمخاوف التي أثارتها روسيا. وتابع أن واشنطن منفتحة على الحوار.
وتابع "أبواب حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ستظل مفتوحة"، مضيفا "نتفهم مخاوف روسيا التي عبرت عنها ولكننا لدينا مخاوفنا الواضحة فيما يتعلق بالأمن".
وأوضح "ردنا على روسيا تضمن قلقنا من ممارساتها المقوضة للأمن"، متابعا "نعزز مساعداتنا لأوكرانيا بما في ذلك الدعم العسكري".
ومضى قائلا "مستعدون لكافة الخيارات بشأن التهديد الروسي ضد أوكرانيا".
وأكّدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الأربعاء أن الولايات المتحدة تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدّ لاستخدام القوّة ضد أوكرانيا بحلول منتصف شباط رغم الضغوط الرامية لمنع ذلك.
وقالت شيرمان خلال منتدى "لا فكرة لدي بشأن إن كان اتّخذ القرار النهائي، لكنّنا بالتأكيد نرى أن كلّ مؤشّر يدلّ على أنه سيستخدم القوّة العسكرية في وقت ما، ربما (بين) الآن ومنتصف شباط/ فبراير".
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن الحلف قدّم مقترحات من أجل حلّ دبلوماسي للتوترات التي تثيرها التعزيزات العسكرية الروسية قرب أوكرانيا، لكنّه يبقى "مستعداً للأسوأ".
وقال "نحن الآن نمدّ اليد لروسيا مرة أخرى سعياً لمسار حوار وإيجاد حلّ سياسي"، مضيفا "لكن بالتأكيد فيما نأمل ونسعى من أجل حلّ جيد، من أجل خفض للتصعيد، فنحن أيضا مستعدون للأسوأ".
جاءت تصريحاته بعدما أرسل الحلف إلى موسكو رداً خطياً على مطالبها الأمنية، كما فعلت واشنطن.
يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع وفود روسية وأوكرانية في باريس الاربعاء، في محاولة لنزع فتيل التوتر بين البلدين، فيما تسعى فرنسا لإقناع الطرفين بخفض التصعيد.
وينعقد الاجتماع عالي المستوى، الذي يحضره كبار الدبلوماسيين الفرنسيين والألمان، بصيغة رباعية تكررت مرّات عديدة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
ويمثّل الجانب الروسي في الاجتماع، نائب رئيس الوزراء ديمتري كوزاك والأوكراني مستشار الرئيس أندريه يرماك. ويشارك كذلك في المحادثات التي انطلقت عند الساعة 11,00 غرينتش، مستشارون دبلوماسيون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشار ألمانيا أولاف شولتز.
وتأمل فرنسا، التي طرحت أفكارا الإثنين الماضي، لـ"خفض التصعيد" وترى أن على أوروبا إيجاد حل للأزمة، بأن تكون روسيا مستعدة للانخراط في محادثات في وقت حشدت فيه مئة ألف جندي على حدود أوكرانيا.
كما تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرد على روسيا حال اعتدت على أوكرانيا، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين.
وقال الرئيس للفرنسي: "إذا كان هناك هجوم، فسيكون الرد موجودًا، وستكون التكلفة باهظة للغاية".
جاء ذلك بعد اجتماع جمع ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، الثلاثاء، تناول الأزمة الأوكرانية.
وأكد المستشار الألماني أن بلاده لا تنوي إرسال أي أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا رغم مواصلة تقديم أنواع أخرى من الدعم لكييف.
وتابع شولتز قائلا: "في السنوات الأخيرة، قررت الحكومة الفيدرالية بالفعل عدة مرات عدم توريد أسلحة فتاكة، وهناك أسباب لذلك، وهي أسباب تستند إلى تطورات العقود الماضية".
ومضى قائلا "ومع ذلك، صحيح أننا فعلنا الكثير في السنوات الأخيرة لدعم التنمية الاقتصادية وتعزيز الديمقراطية في أوكرانيا.. لقد فعلنا ذلك بالإمكانيات المالية المتوفرة لدينا، ولكن أيضًا في إطار المسؤوليات الدولية".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن الوضع في أوكرانيا يشهد توترا كبيرا.
وتابع في تصريحات للصحافيين "نحن في حالة تعبئة كاملة مع شركائنا الأوروبيين والولايات المتحدة لخفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا".
يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع وفود روسية وأوكرانية في باريس الاربعاء، في محاولة لنزع فتيل التوتر بين البلدين، فيما تسعى فرنسا لإقناع الطرفين بخفض التصعيد.
وينعقد الاجتماع عالي المستوى، الذي يحضره كبار الدبلوماسيين الفرنسيين والألمان، بصيغة رباعية تكررت مرّات عديدة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
ويمثّل الجانب الروسي في الاجتماع، نائب رئيس الوزراء ديمتري كوزاك والأوكراني مستشار الرئيس أندريه يرماك. ويشارك كذلك في المحادثات التي انطلقت عند الساعة 11,00 جرينتش، مستشارون دبلوماسيون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشار ألمانيا أولاف شولتز.
وتأمل فرنسا، التي طرحت أفكارا الإثنين الماضي، لـ"خفض التصعيد" وترى أن على أوروبا إيجاد حل للأزمة، بأن تكون روسيا مستعدة للانخراط في محادثات في وقت حشدت فيه مئة ألف جندي على حدود أوكرانيا.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بوتين يؤكّد أنّ روسيا يمكنها التعامل مع الآثار السلبية لـ"كورونا" في الأسواق