الجزائر - فاطمة سعداوي
ما أن انتهت عملية الانتخابات الرئاسية الجزائرية وأقفلت مراكز الاقتراع أبوابها مساء الخميس، حتى بدأ انصار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الاحتفال بفوزه بولاية رابعة قبل اعلان اي نتائج رسمية، فأطلقوا الالعاب النارية وشكلوا مواكب سيارة احتفالية.
وفي وسط العاصمة الجزائرية تجمع العشرات من انصار بوتفليقة
في ساحة البريد المركزي بمجرد اعلان بعض وسائل الاعلام لنتائج جزئية تفيد بتقدم مرشحهم.
وبدأت السيارات المزينة بالاعلام الوطنية وصور بوتفليقة باطلاق المنبهات، وهي تجوب الشوارع الرئيسية للعاصمة.
وترشح بوتفليقة (77 عاما) لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية التي اعقبت اصابته بجلطة دماغية العام الماضي استدعت غيابه عن الجزائر ثلاثة اشهر للعلاج في باريس. وما زال الرئيس يخضع لاعادة تأهيل وظيفي لاستعادة قدرته على الحركة والنطق.
وكان بوتفليقة أدلى بصوته وهو على كرسي متحرك يرافقه عدد من افراد عائلته هم اخوه ناصر مع ابنه واخوه الاصغر السعيد مستشاره الشخصي في رئاسة الجمهورية.
وحيا بوتفليقة الذي لم يظهر امام الجزائريين مباشرة وليس عبر الاعلام منذ سنتين، المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى بعدما وضع الظرف في الصندوق وبصم باصبع يده اليسرى في سجل الناخبين بدون ان يدلي باي تصريح.
وكانت شابت العملية الانتخابية التي بدأت صباحاً ، حوادث شغب أمني متفرقة وخاصة في "البويرة" جنوب شرق الجزائر، حيث اندلعت مشادات بين السكان الرافضين للعملية الانتخابية وقوات الدرك، ما اسفر عن 41 جريحاً، بحسب مصادر محلية.
وقالت المصادر إن الأحداث وقعت مباشرة بعد فتح مراكز التصويت في الساعة الثامنة ، عندما حطمت مجموعة من الشباب صناديق الاقتراع في مناطق الرافور ومشدالة والصهاريج.
واستخدمت قوات الدرك قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق الرافضين للانتخاب الذي كانوا يحاولون منع السكان من المشاركة في التصويت.
وفي ولاية بجاية تم تسجيل عملية حرق 19 صندوق انتخاب في بلدية آيت أرزين في دائرة إيغيل.
وحسَبَ ما نقله مراسلون محليون في المكان فإن مجموعة من الشباب الغاضبين أقدموا على تخريب مركزين للتصويت في بلدية صهاريج، فيما سُجل وقوع مناوشات بين وحدات مكافحة الشغب تابعة للدرك الوطني وعدد من الشبان في منطقة غافور (امشدالله) المعترضين على سير الانتخابات الرئاسية.
وأوضح المصدر نفسه بأنه في مدينة صهاريج (60 كلم شرق البويرة) اقتحم عدد من الشبان مركزين للانتخابات يوجدان في المدرسة الابتدائية "محمد خيدر" و"المدرسة الجديدة"، حيث شرعوا في تحطيم "كل ما وجدوه أمامهم".
وأكّد رئيس بلدية صهاريج بالنيابة مولود ارناتن الخبر لافتًا في الوقت ذاته إلى أن "مواطني المنطقة يحاولون تهدئة الأوضاع لتمكين الناخبين من أداء واجبهم الانتخابي وسط الهدوء وفي طمأنينة".
وأعلن المصدر من جهة ثانية أنه "تم استبدال صناديق الاقتراع التي تعرضت للتحطيم وأن الهدوء يسود حاليًا"، مشيرًا إلى "وجود عدد ضئيل من الأشخاص يقومون في الوقت الجاري بالتصويت".
وفي منطقة غافور ووفق المصدر الأمني تواصلت، صبيحة اليوم الخميس، المناوشات التي كانت اندلعت عشية إجراء الاقتراع بين وحدات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني ومجموعة من شباب المنطقة الذين حاولوا تخريب مكاتب الاقتراع لمنع المواطنين من التصويت.
وفي الجزائر العاصمة ، اوقفت الشرطة المنتشرة بشكل مكثف، خمسة شباب كانوا يهتفون بشعارات معارضة للسلطة.