الدار البيضاء - عبد العالي ناجح
أكّدَت سفيرة المغرب في البرتغال، كريمة بنيعيش، الإثنين، في لشبونة، أن الجولة الأخيرة، التي قام بها الملك المغربي محمد السادس لأفريقيا، تُعبِّر عن تطلعات القارة، وتؤكد التزام المغرب لصالحها، وذلك خلال ندوة نظمتها جامعة "نوفا" في لشبونة بشأن موضوع "السياسة الأفريقية للمغرب.. تعاون جنوب -جنوب فعال ورافعة لشراكة شمال - جنوب متجددة"، بشراكة مع المعهد البرتغالي للعلاقات الدولية.
وأوضحت أن الاتفاقات التي تم توقيعها خلال هذه الجولة تُعد ترجمة ملموسة لهذه الرؤية. وأبرزت الدبلوماسية المغربية، في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من سفارة المغرب في البرتغال، أنه خلال أقل من عقد قام الملك بزيارات عدة للقارة، واعتبرت أن المغرب يعزز تموقعه من خلال التشجيع على تنمية الاستثمارات المغربية في أفريقيا، ووضع الخبرة المغربية، في القطاعين الخاص والعام، رهن إشارة المستثمرين في مشاريع التنمية الاقتصادية في القارة.
وأعلنت أن المغرب، الغني بتجذره الإفريقي، جعل من التعاون جنوب - جنوب المحور الرئيسي لأولوياته الاستراتيجية، مشيرة إلى أن المملكة، ووعيًا منها بأن تحقيق الأمن والاستقرار يتصدر قائمة تحديات القارة، منخرطة، بشكل قوي، في عمليات حفظ السلام وتدبير الأزمات، وفي المجال الإنساني عبر تقديم مساعدات وعمليات إغاثة لصالح الدول التي تعاني من الكوارث الطبيعية.
وأكَّدَت أن المغرب ما فتئ يدعو إلى تحقيق الاندماج الإقليمي بين بلدان القارة، ومواجهة التحديات المتصلة بالاتجار في المخدرات والبشر والأسلحة والإيديولوجيات المتطرفة. وأبرزت بنيعيش، من ناحية أخرى، أن المغرب والبرتغال شكلا دائمًا صلة وصل بين الشمال والجنوب، مبيّنة أن العلاقات الممتازة القائمة بين البلدين تؤهلهما ليكونا رافعة مبتكرة لتشجيع التعاون شمال – جنوب.
وتميّز هذا اللقاء بمشاركة خبراء من المغرب والبرتغال مختصين في القانون وثُلَّة من الجامعيين وأساتذة الاقتصاد والباحثين، وشكّل اللقاء مناسبة لتبادل الآراء والتعريف بالسياسة الأفريقية للمغرب التي تضع تنمية القارة في صلب أولوياتها، ومن جهة أخرى، بالمزايا العديدة للشراكة الإستراتيجية بين البرتغال والمغرب، خاصة دورها في تعزيز شراكة فاعلة وتضامنية بين الشمال والجنوب.