بني ملال – سعيد غيدَّى
بني ملال – سعيد غيدَّى
اعتبرَّت القوى السياسية واليسارية والجمعيات الحقوقية في المغرب خبر وفاة الطالب نور الدين عبد الوهاب في السجن المحلي لمدينة وارززات، صباح الاثنين، خبرًا مفجعًا وغامضًا، حيث لم تندمل بعد جراح وفاة الناشط أحمد بن عمار في مراكش، حتى نزل خبر وفاة الطالب في السجن "صاعقة"، فيما قالت إدارة السجن المحلي في وارززات إن "المتوفي وُجد مشنوقا في زنزانته"، بينما أكد رفاقه أن رواية الانتحار
لا أساس لها من الصحة، وأن ظروف موت رفيقهم غامضة ويطالبون بفتح تحقيق عن ملابسات الحادث خاصة وأن الراحل كان معروفا بصموده، وشراسته في الدفاع عن الحق في الحياة والعيش الكريم والحرية.
وقال أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الطالب الأستاذ محمد المسعودي، في حديث إلى "المغرب اليوم" "آزرت الشهيد نور الدين عبد الوهاب أمام المحكمة الابتدائية في زاكورة زرته بسجن زاكورة وزرته مرة أخرى رفقة بقية المعتقلين الـ3 الآخرين في سجن ورززات، وكان يؤكد لي كما أمام المحكمة بأن أهل لمحاميد من حقهم الاحتجاج ضد الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، ولمدد طويلة وأن له الفخر أن يساندهم ويدعمهم، ولكن الأحداث التي اعتقل من أجلها كرر في جميع مراحل البحث والمحاكمة أنه لم يكن أصلا ذاك اليوم في امحاميد الغزلان بل كان بعيدا عنها بعدة كيلو مترات لكونه كان يؤازر عمال أحد المركبات السياحية البعيدة عن المنطقة".
وذكر أسماء من كان معهم بعيدا عن منطقة الأحداث والتمسنا من المحكمة استدعاءهم إلا أنها للأسف لم تستجب للطلب".وأضاف المحامي " إذاً فالشهيد معتقل ويتابع عقوبة حبسية عن أفعال لم يكن حاضرا لأحداثها وهذا الواقع جعله بحكم طبعه الثوري لا يتقبل هذا الاعتقال الذي اعتبره لا ينبني على أي أساس قانوني وكان دائم الانتفاض ضد واقع السجن والحصار المضروب عليه وكان بين الفينة والأخرى يتصل بي عبر الهاتف الثابت للسجن ويؤكد تدمره من الوضع داخل المؤسسة وإحساسه بالظلم وعدم وقوف أي كان، من جمعيات وقوى إلى جانبهم وبأنه سيغادر المغرب بمجرد خروجه من السجن لأن هذا الوطن لم يضمن له كرامته وحقه في التعبير عن آرائه التي تخالف التوجه الرسمي".
وتابع " من المؤكد أن النيابة العامة فتحت تحقيقًا بشأن ملابسات استشهاد الرفيق نتمنى أن نطلع عليه عند انتهائه في أقرب فرصة ممكنة لكن مسؤولية السجن ومن ثم المندوبية العامة ومن خلاله الدولة المغربية تابتة ثبوتا مطلقا، لأن الشهيد كان تحت مسؤوليتها وهي المسؤولة عن حياته وسلامته البدنية".واختتم المحامي قائلا "استعيد شريط محاكمة الشهيد ورفاقه واصطدامي مع النيابة العامة أثناء المحاكمة وصدمتي من منطوق الحكم والحوار الطويل الذي جمعني بالشهيد، الذي كان أثناء الزيارتين بسجني زاكورة ووارزازات؛ كان آخر من يتكلم معي بعد انتهاء بقية رفاقه من الأسئلة والاستفسارات ولم يكن يتحدث عن وقائع اعتقاله وبراءته إلا بعد إلحاح متكرر مني، بل كان يركز في نقاشه عن طبيعة هدا النظام اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي وأنه لاينتظر شيئا منه وبأنه معتقل ليس لمشاركته في هذه الأحداث بل لقناعاته السياسية وانتمائه للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وارتباطه بهموم الكادحين".