فاس- حميد بنعبد الله
بدأ سجناء الحركة "السلفية الجهادية" في سجون مختلفة، خوض احتجاجات متواصلة على قرارات ترحيلهم وإبعادهم عن عائلاتهم، دون أن تتدخل الإدارة لتلبية مطالبهم وتوفير شروط الإقامة الجيدة للمعتقلين الإسلاميين في عدة مؤسسة سجنية إصلاحية.
وتحدث المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين المغربية، عن إضراب مفتوح عن الطعام، دخل فيه المعتقل الإسلامي أحمد أبرجكي الموجود في سجن مول البركي في مدينة آسفي، منذ الأربعاء 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، احتجاجا على ترحيله إليه من سجن آيت ملول في أغادير، واستمرار التفتيش المهين وسوء المعاملة التي يتعرض إليها من قبل موظفي وإدارة السجن.
وتقدم هذا السجين الذي يطالب بتقريبه من أسرته ورفع الظلم عنه، بشكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في مدينة آسفي، بخصوص ما يتعرض إليه من إهانة، فيما أشارت اللجنة إلى أن المعتقلين الإسلاميين هشام أوعسو المحكوم ابتدائيا بسنتين حبسا نافذة، وزميله عبد الكريم أوبلي المحكوم ابتدائيا بثلاث سنوات سجنا نافذة، على خلفية ما سمي بخلية "أنصار الشريعة"، دخلا بدورهما في إضراب عن الطعام منذ الجمعة الماضي، احتجاجا على ترحيلهما من سجن سلا الثاني إلى سجن المحمدية.
وقالت اللجنة إن المعتقلين تضامنا مع المعتقل الإسلامي المريض ربيع غانم، قبل أن يتم ترحيلهما ووضعهما مع معتقلي الحق العام في زنزانة يتجاوز عدد نزلائها 33 نزيلا، في وضع "كارثي" يفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم والصحي، حيث تتفشى "شتى أنواع الروائح الكريهة من مخدرات وغيرها" حسب بيان للمكتب التنفيذي للجنة المذكورة.
ويطالب السجينان المذكوران، بإعادتهما إلى سجن سلا الثاني خاصة أنهما ما زالا في طور استئناف الحكم الابتدائي الصادر في حقهما، أو عزلهما في زنزانة خاصة بعيدا عن معتقلي الحق العام، وتلافيا للمشاكل التي يعانونها حاليا في ظل الضجيج المستمر طوال اليوم الذي يقلق راحتهم بالنظر إلى ظروفهما الصحية.
وبدورهم خاض المعتقلون الإسلاميون في سجن تيفلت، إضرابا إنذاريا عن الطعام ليوم تضامنا مع معتقلي أطلس إيسني المضربين بدورهم عن الطعام في السجن المركزي في القنيطرة، احتجاجا على الحصار المضروب عليهم منذ نحو عقدين قضوا 6 سنوات منها "محرومين من حقوق التطبيب والعلاج والتغذية والتهوية حسب اللجنة المذكورة.
واشارت اللجنة في بيانها الى أن معتقلي أطلس إيسني خاضوا لسلة من الإضرابات المماصلة آخرها إضرابهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، الذي اختاروا له شعار "إضراب الكرامة"، بعدما قضوا 14 عاما الأولى التي أعقبت اعتقالهم على خلفية أحداث فندق أطلس إيسني، في غياب كلي عن المحيط السجني في سجن الزاكي في مدينة سلا، وفي حي معزول لا يراهم أحد.
وكشفت عن أن المعتقل الإسلامي عبد الكريم عزو المضرب عن الطعام في سجن خريبكة، نقل إلى المستشفى في حالة إغماء بعدما أصبح يتقيأ الدم، وازدادت صحته سوء شأنه شأن زميليه خالد إيزيك ومحمد البتيخي الذي نقل بدوره إلى المستشفى، بعدما دخل هؤلاء الثلاثة في معركة الأمعاء الفارغة، المفتوحة منذ 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
ورحل السجناء الثلاثة، من سجن آيت ملول، في الوقت الذي قالت اللجنة إن التضييق عليهم بلغ إلى حد تجريدهم من كل الحقوق المكتسبة، بما فيها الحق في الفسحة، مشيرة إلى أنهم يتعرضون إلى التفتيش المهين والمستفز والحاط من الكرامة الإنسانية، بشكل مستمرن ويمنعون من ولوج مسجد السجن وأودعوا في غرف لمعتقلي الحق العام.
وذكرت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في بيان آخر لها، إن أب المعتقل هشام الربجة، زعيم "خلية أمغالة"، الموجود بسجن سلا الثاني، منع من زيارته الثلاثاء الماضي، للمرة الثانية التي قالت إن الإدارة رفضت تسلم الطعام في الوقت الذي "لم تره عائلته منذ ثلاثة أشهر تقريبا"، رغم أن والده كبير في السن.
وتحدث بيان آخر عن المعتقل الإسلامي مراد المنور الموجود في سجن الغادر في الجديدة، إنه يعيش حالة نفسية صعبة بعد ترحيله من سجن بوركايز في فاس، جراء إقامته وسط معتقلي الحق العام، مؤكدا أن هذا السجين الذي تقدم بطلب خطي إلى الإدارة لترحيله إلى جناح المعتقلين الإسلاميين في سجن سيدي موسى في المدينة ذاتها أو سجن بن سليمان، لا يسمح له باستعمال هاتف المؤسسة أكثر من 10 دقائق في الأسبوع، ولا يسمح له بالاستحمام إلا مرة في الأسبوع، فيما لا تتحاوز الزيارة 15 دقيقة.
وأوضحت اللجنة أن المعتقل الإسلامي مراد عيبوس، المرحل من سجن سلا الثاني إلى السجن المحلي في مدينة وادي زم، يعيش أوضاعا صعبة مماثلة وسط معتقلي الحق العام، في انتظار نقله إلى سجن برشيد، رغم وجه طلبات متكررة للإدارة لوضعه في زنزانة انفرادية.