صنعاء- علي ربيع
جددت قوى المعارضة اليمنية الانفصالية، السبت، رفضها لمؤتمر الحوار الوطني الدائر في صنعاء، وتمسكها بما أسمته "خيار التحرير والاستقلال"، محذرة المجتمع الدولي من عدم استقرار الأمن في المنطقة، حال تجاهله لما أسمته "مطالب الشعب الجنوبي".واحتشد الآلاف من أنصار المعارضة اليمنية الجنوبية، السبت، في أكبر ميادين مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب)، إحياءًا لذكرى الـ27 من إبريل/نيسان،
الذي يوافق بدء حرب صيف 1994، التي كانت نشبت في اليمن، بين القوى المتمسكة بالوحدة الاندماجية، التي تمت بين شمال اليمن وجنوبه في العام 1990، بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقوى التي أعلنت التراجع عن الوحدة، بقيادة نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض.
واعتبر المشاركون في التظاهرة الحاشدة، التي احتضنها ميدان "ساحة العروض في مدينة عدن"، بمشاركة عدد من قيادات "الحراك الجنوبي"، أن "حرب 1994 البداية للاحتلال اليمني للجنوب"، رافعين الشعارات المناهضة لاستمرار الوحدة اليمنية، وصورًا للقيادي الجنوبي، ونائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، المقيم في الخارج.
وأصدرت القوى المشاركة في المهرجان الجنوبي، بيانًا تلقى "العرب اليوم" نسخة عنه، أكدت فيه رفضها لمؤتمر الحوار الوطني، القائم في العاصمة صنعاء، منذ الـ18 من آذار/مارس الماضي، والذي تشارك فيه مختلف الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، مع فصائل أخرى من القوى الجنوبية، بناءًا على خارطة طريق نقل السلطة، التي كانت قدمتها دول الخليج العربي، لإنهاء الأزمة، التي كادت أن تعصف باليمن إبان انتفاضة 2011، التي خرجت ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ووصف المشاركون في بيانهم مؤتمر الحوار الوطني بأنه "أحد المشاريع التي تستهدف مشروع التحرير والاستقلال"، مجددين الرفض "لهذا الحوار، وما نتج أو ينتج عنه من مخرجات"، ومؤكدين أن "من حضر فيه بدعوى تمثيل الجنوب، لا يمثل إلا نفسه، وأن شعب الجنوب يعي طريقه النضالي، بتمسكه بمبدأ التحرير والاستقلال، من خلال تواجده في ساحات النضال، في المليونيات، التي أكد فيها، دائمًا وأبدًا، أن لا مشروع إلا مشروع الاستقلال الناجز"، لافتين إلى أن "أي تجاهل لقضية شعب الجنوب، لن يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة، ونحمل المسؤولية للدول الراعية للملف اليمني، لعدم تجاوبها لمطالب الشعب الجنوبي، واحترام خياره، المتمثل بالتحرير والاستقلال".
وشددوا في البيان على "تمسكهم بمبدأ التحرير والاستقلال، وطرد الاحتلال، وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح، وممارسته كسلوك نضالي"، مؤكدين أنهم يباركون "الخطوات الدبلوماسية، والدور الريادي، الذي يقوم به السيد الرئيس علي سالم البيض، والذي أثمر بلقاء عدد من سفراء الدول العربية، والصديقة، كما نثمن دور الشقيقة لبنان لاستضافة السيد الرئيس، والسماح له بممارسة العمل السياسي من أراضيها".
ويدير البيض، المتهم بصلات تربطه مع إيران و"حزب الله" اللبناني، قناة تلفزيونية في بيروت، تحرض على انفصال جنوب اليمن عن شماله، واستعادة الدولة الاشتراكية، التي كانت قائمة في الجنوب، قبل العام 1990، كما يصر البيض على رفض الحوار الوطني في صنعاء، ومعه قادة جنوبيون آخرون، يقيمون في الخارج.
في وقت تسعى الأمم المتحدة إلى تبني مؤتمر في الخارج، تحضره هذه القيادات، لتوحيد مواقفها بشأن مستقبل العلاقة بين شمال اليمن والجنوب، وحثها على الالتحاق بالحوار الوطني الدائر في صنعاء، منذ نحو ستة أسابيع.