مدريد - الدار البيضاء اليوم
على حافة الرصيف المقابل لسوق الجملة للخضر والفواكه بمدينة سلا، اضطجع رجل بدون مأوى مشبّكا أصابع يديه حول ركبتيه يتأمل الناس في شرود، وبجانبه صرّة محشوة بملابس رثة دون أن يجد يدا تنتشله من الشارع، على الأقل في الأيام الحالية حيث يحتمي الناس ببيوتهم خوفا من فيروس "كورونا".
غير بعيد من السوق سالف الذكر، يتخذ شخص آخر من الذين لا يتوفرون على مأوى دكة بجانب مسجد الحي مكانا يأوي إليه بعد أن فرشه بقطعة إسفنج بالية ، وفي أماكن أخرى من مدينة سلا، عاينت هسبريس وجود عدد من الأشخاص المشردين يجوبون الشوارع والأزقة إلى حدود الآن.
ويعود سبب استمرار تواجد الأشخاص بدون مأوى في الشارع بمدينة سلا، على الرغم من أن مختلف مدن المغرب شهدت حملات لإيواء هذه الشريحة من المجتمع، إلى ضعف الطاقة الاستيعابية لمراكز الإيواء المتوفرة في "عَدوة العاصمة"؛ وهو ما يحول دون إيوائهم كلهم.
عبد الباسط القصباوي فاعل جمعوي بمدينة سلا، سبق له أن أشرف، بمعيّة فاعلين آخرين، على القيام بعملية تضامنية لمساعدة الأشخاص بدون مأوى قبل أسابيع، قال إن هناك جهودا تُبذل لتوفير المأوى لهؤلاء الأشخاص لحمايتهم من خطر الإصابة بفيروس "كورونا".
وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن هناك مركزا لإيواء الأشخاص بدون مأوى تم افتتاح سنة 2018 بمدينة سلا، بعد مجموعة من العمليات التي أشرف عليها القسم الاجتماعي بعمالة المدينة، بتعاون مع الجمعيات العاملة في هذا المجال؛ غير أن الطاقة الاستيعابية لهذا المركز الحديث لا تتعدى ستة وعشرين شخصا.
وأردف الفاعل الجمعوي أن هناك عملا تنسيقيا بين الجمعيات والقسم الاجتماعي بعمالة سلا، منذ ظهور أولى الإصابات بفيروس "كورونا" في المغرب، من أجل إجلاء الأشخاص بدون مأوى من الشارع، والبحث عن مأوى لهم، حيث تم تخصيص جناحين لإيوائهم داخل مركز في مدينة سلا الجديدة.
ونُقل أربعة وعشرون شخصا ممن لا مأوى لهم إلى المركز الموجود في سلا الجديدة، حسب عبد الباسط القصباوي؛ لكن الحاجة ما زالت قائمة إلى فضاءات أخرى لاستيعاب جميع الأشخاص الذين لا يتوفرون على مأوى والذين يعيشون في مختلف شوارع سلا، وهو ما حذا بالقائمين على العملية إلى طلب تمكينهم من قاعتين إضافيتين داخل المركز المذكور لإيواء أشخاص آخرين.
وأوضح الفاعل الجمعوي أن عملية إيواء الأشخاص في وضعية الشارع بمدينة سلا ما زالت مستمرة، وتتم بتنسيق مع سلطات المدينة، حيث يستفيد الأشخاص الذين يتم إيواؤهم من المتابعة الطبية ومن التغذية.