الخرطوم - الدار البيضاء
انطلقت تظاهرات جديدة وسط العاصمة السودانية، اليوم الثلاثاء، للتنديد تندد بالاتفاق السياسي بين قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللتعبير عن رفض الشراكة بين المكون العسكري والمدني في إدارة البلاد، التي أرساها الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي .وتوجه المحتجون إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم، حيث وقع سابقا هذا الاتفاق، في دلالة رمزية على رفضه.أتت تلك التحركات اليوم بعد أن دعا تجمع المهنيين السودانيين مساء أمس لمظاهرة "مليونية"، رداً على "التحالف بين مجلس السيادة الانتقالي ورئيس الوزراء".
كما اتهم التجمع في بيان المجلس وحمدوك، الذي عاد لمنصبه في وقت سابق هذا الشهر إثر الاتفاق مع البرهان، بالسعي "لاختطاف أجهزة الدولة"، لكنه قال إن هذه المحاولات "مصيرها الفشل".فيما أعلنت أحزاب المؤتمر السوداني، والتجمع الاتحادي، والأمة القومي، بالإضافة إلى الحزب الشيوعي دعمها للتظاهرات . وكانت الخرطوم شهدت الأسبوع الماضي أيضا تظاهرات مناهضة لهذا الاتفاق، فيما شدد حمدوك أكثر من مرة على ضرورة حماية حق التعبير، وسلامة المحتجين.ففي لقاء مع مدير عام قوات الشرطة ونائبه، شدد رئيس الحكومة على أهمية حماية حقوق المواطنين في التعبير والتظاهر السلمي.بينما طالبت السفارة الأميركية في العاصمة رعاياها بتوخي الحذر وتجنب الحشود والسفر غير الضروري بالتزامن مع تحركات اليوم.
يذكر أن تظاهرات اليوم أتت بعد أن أطلقت السلطات الأمنية سراح عدد من المعتقلين الرفيعين أمس، أبرزهم عضو المجلس السيادي محمد الفكي سليمان، وعضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح، بالإضافة إلى القيادي بالتجمع الاتحادي جعفر حسن.وعبر صالح عقب الإفراج عنه عن شعوره بالمسؤولية للتصدي لما سماها بـ"الردة" وتمسكه في الوقت ذاته بالسلمية دون الجنوح إلى العنف أو الاستجابة للاستفزاز. وأضاف في تدوينة على حسابه في فيسبوك أن وحدة السودان وتماسكه باتت على المحك، وبات المتربصون بالثورة مكشوفين أمام الشعب. وكانت البلاد شهدت في 21 نوفمبر الحالي التوقيع على اتفاق سياسي قضى بإعادة الشراكة بين المكونين العسكري والمدني، وإطلاق سراح جميع الموقوفين، فضلاً عن إلغاء حالة الطوارئ التي فرضت في 25 أكتوبر الماضي، والتي سبقتها حملة توقيفات شملت سياسيين ووزراء بارزين.
قد يهمك ايضا:
البرهان يؤكد أن مقر المخابرات السودانية تحت السيطرة ولن نسمح بالانقلاب على الشرعية
البرهان يتعهّد بـ"إعادة الأمور إلى نصابها" ويحذّر من تفتيت الأجهزة الأمنية